في مقالنا بعنوان "سقي الله دار الساقي" ، التي اُغلقت للأسف مع انتهاء العام 2022 ،تحدثنا عن الدور المهم الذي كانت تلعبه هذه الدار لخدمة المقيمين والسياح العرب والبريطانيين من أصل عربي في إسقاء العطاشى للثقافة العربية بكل روافدها الفكرية والسياسية والأدبية والفنية، ولا يقل عن هذا الدور أهميةً ما كان يصدر في المهجر من صحف باللغة العربية في العواصم والمدن الغربية، علماً أن هذا الدور برز بالتزامن مع عصر النهضة العربية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والتي كان يكتب فيها رواد ذلك العصر الذين عاشوا في المهجر، بشكل متقطع أو دائم،كجبران خليا جبران، وايليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة وأمين الريحاني وغيرهم. وخلال النصف الأول من القرن العشرين توقف  عن الصدور معظمها أو كُلها. ثم أخذت تصدر تباعاً في النصف الثاني من القرن صحف عربية في المهجر أيضاً، ومن أواخر هذه الصحف التي صدرت صحيفتا " المنبر" و " الفجر العربي" الشهريتين الأميركيتين، الأولى صدرت مطلع تسعينيات القرن الماضي، والثانية في أواخر العقد الأول من قرننا الجاري. وكنت أوصيتُ صديقاً لي متوجها لقضاء إجازة مع عائلته في الولايات المتحدة، بأن يشتري لي كتابين من هناك، ويحاول إن سنحت  الفرصة له بأن يحصل لي على نسخ مصورة من بعض أعداد صحافة المهجر الصادرة في زمن رواد النهضة،إلا أنه لم يتمكن  من جلب لي سوى كتاب واحد من الكتابين ، كما لم يسعفه الوقت لزيارة المكان الذي توجد به نسخ من أرشيف صحافة رواد النهضة الذين كتبوا فيها، لكن الحظ حالفني بأن عثر لي ستة أعداد من تلكما الصحيفتين ، "الفجر العربي" و" المنبر". ومع أن كلتا الصحيفتين  مزدحمة كل صفحاتييهما  بالإعلانات التجارية التي يساهم بها بعض رجال الأعمال العرب في الولايات المتحدة ، على سبيل دعم الصحيفتين  لاصدارها مجاناً للقراء، فإن موادهما السياسية والأدبية والاجتماعية تزخر بمضامينها المفيدة والجادة، لا سيما صحيفة "المنبر "،ومن مواد عددها الأخير، يناير الصادر مطلع قبل السنة الجديدة 2023 والذي تسنى لي قراءته :
  العراق يستعد رسمياً وشعبيا ل " خليجي 25، قائمة الدول العربية الحاصلة على أعلى عدد من تأشيرات من تأشيرات الهجرة إلى أمريكا تتصدرها اليمن، (وأحسب أن السبب معروف لوجود هذا البلد على رأس القائمة ( بالنظر لظروف الحرب التي مر  ويمر بها منذ أكثر من سبع سنوات )، معلمة أمريكية تتعمد الدوس على أيدي طلاب مسلمين يؤدون الصلاة، فلسطين الثورة والكفاح،لرئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي ، مكتب الساقي في لندن تغلق أبوابها ، حملة تحريض إسرائيلية اسرائيلية  ضد مخرجة فيلم " فرحة " ، من هو جورج جالاوي البريطاني المدافع عن القضية الفلسطينية، دونالد ترامب يخسر دعم المحافظين ، إسرائيل ترحل المناضل المناضل الفلسطيني المحامي صلاح الحموري إلى فرنسا ، الولايات المتحدة تواجه انتقادات لاطلاق اسم الفلوجة على سفينة حربية ، قصر نظر في رؤية المؤمرات الخارحية ، لصبحي غندور مؤسس مركز الحوار في واشنطن ، مجلة تايم تختار رئيس اوكرانيا شخصية العام 2022 
ولعل أهمية صحيفة "المنبر" تتجلى في كونها تتخذ لها خطاً إعلامياً مستقلا معتدلا في نصرة القضايا الفلسطينية والعربية لتوعية ليس العرب والأميركيين من أصل عربي فقط  ، بل و الغالبية الاميركية المنحدرين من اُصول اوروبية والمضللين من آلة الإعلام الاميركية الجبارة لتحيزها لإسرائل .