العدد 5196
الخميس 05 يناير 2023
banner
عيسى الماجد
عيسى الماجد
شعراء بحرينيون تبهرك موهبتهم ولغتهم
الخميس 05 يناير 2023

هناك شعراء بحرينيون من الشباب تبهرك موهبتهم ولغتهم وثقافتهم ونتاجهم العميق الأصيل، وأخص بالذكر الشاعر الدكتور فواز الشروقي الذي أضاف الجديد إلى حركة الشعر وتخطى المفاهيم القديمة، واختلف مع من يقول ليس هناك أي تأثير للشعراء الشباب في الحراك والمشهد الثقافي في البحرين، فمن وجهة نظري الشخصية ان الحركات ذات الطابع الجديد، أو مسألة الموجات أو الأجيال المتلاحقة، تكون حساسيتها ورؤيتها مختلفة عن رؤية وحساسية الشاعر الذي يمارس الإبداع منذ 50 سنة مثلا. وهذا في حقيقة الأمر يدفعنا إلى القول إن الموجة التالية - ولا نسميها تيارا - موجة مهمة جدا، لأنها تؤكد أنها ليست حركة عشوائية، وليست حركة مؤقتة، فلو أخذنا الحركات الدادية والسريالية فإنها لم تكن تعبر حقيقة عن أشياء في الواقع، ولم تكن على يد الرواد، لكن على أيدي الأجيال التي حاولت أن تقلد أشياء استنفدت تماما، وعلى هذا فإن الموجة التالية في الشعر هي التي تؤكد أن هذه الحركة حركة أصيلة جدا لأنها مستمرة.
حتى على المستوى العربي، هناك موجات وتيارات، على اعتبار أن الشعر الحديث ولد في رحم حركة شعرية كادت تتجمد، وهي الحركة التقليدية القديمة، خصوصا داخل المدرسة الرومانسية منها.. وكان ميلاده يعبر عن مجموعة من الضرورات الفنية التي تمثل تعبيرا عن ضرورات حضارية وسياسية واجتماعية، وبدأ هذا الشعر ينمو ويزدهر في حضن التيارات الاجتماعية التحررية، وفي حضن الأفكار التقدمية، وبالتالي هو الذي يفسر أن هناك تيارات تعبر أكثر من غيرها عن حقيقة الواقع العربي الذي صدر عنه الشعر الحديث، وهذه التيارات هي التي استمرت بينما لم يكتب الاستمرار لتيار آخر.
لست ناقدا لكنني متذوق للشعر وأرى أن بصيرة الجيل الجديد من الشعراء كالشروقي وغيره، تضع قاموسا مختلفا عن الآخرين، وأعني بالشعراء من يقدم لنا في قصائده لوحات شاسعة غنية من الإبداعات وإثارة الانفعال الشعري القوي، لا مجرد ثرثرة و”كلام فاضي”.. نتكلم عن مواهب وقدرات.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية