العدد 5197
الجمعة 06 يناير 2023
banner
يوميات مواطن دايخ "مردغني"
الجمعة 06 يناير 2023


"أنت ليش تكرهني؟ شمسوي فيك؟ بايق حلال أبوك؟ علبالك الشركة شركة جدتك؟".. هكذا تحدثت مع مديري البحريني الذي سعدت أنا وغيري حينما استبدلوا مديرًا أجنبيًا "أزفت منه ما شفنا" وعينوا حضرته.. دون شك، هذا منا وفينا وفيه الخير والرجاء.
لم أستأذن من السكرتيرة ولا يحزنون.. ما إن دخل مكتبه في حدود الساعة العاشرة صباحًا حتى فتحت الباب واقتحمت أول رشفة له من قهوته التي وضع كوبها على الطاولة ونظر إلي بغضب وقال "شفيك انت مخرخش؟". ولأنني في ذلك اليوم "بايع ومخلص" ولم ولن أكترث لأية عواقب لما سأفعله أجبته بالقول: "أي نعم مخرخش.. ولذلك، أسألك لماذا "توك جاي الشغل".. الساعة عشر وأنت متأخر.. الدوام يبدأ الساعة الثامنة.. هذا أولًا، وثانيًا.. دعني أكون صريحًا معك، أنت في منصبك منذ أربعة أشهر، ولا أخفيك، فالكل هنا فرح فرحًا شديدًا لأننا تخلصنا من "بابلو" وحللت أنت أهلًا وسهلًا مكانه، لكن الجميع اليوم لا يطيقون رؤية وجهك.. "لا عندك أسلوب عدل في التعامل مع الموظفين والموظفات.. رافع خشمك.. ليس لديك قدرة إدارية على إنجاز العمل المتراكم.. وفوق هذا وذاك، تداوم متأخرًا.. شوف، كلام جاك وما تعداك.. اليوم، أنا أتحدث معك محذرًا وناصحًا، وإن لم تعتدل "وتمشي سيده"، سيكون حسابي معك شديدًا في المرة القادمة وليكن ما يكون.. سأمردغك أمام الجميع".
على فكرة، كان يجلس بهدوء وهو يشرب قهوته وأنا أتحدث.. للأمانة كان يصغي لي باهتمام، وهذا ما شجعني لأن أقول له: "لا يهمني شعوري الحقيقي بأنك تكرهني كرهًا شديدًا ولا أدري ما السبب؟ وتعاملني كما تعامل غيري طيلة الأشهر الأربعة الماضية وكأننا "خدم" عندك.. هذه فرصتك الأخيرة، صدقني إن لم "تتوب وتعدل وضعك وتضبط روحك"، ستجد نفسك وقد طار المنصب من بين يديك.. فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك.. وتعوذ من الشيطان واصطلب.
وعلى فكرة أيضًا، لم أغلق الباب عندما اقتحمت المكتب، ولهذا ما إن خرجت من مكتب المدير حتى صفق لي الجميع بمن فيهم السكرتيرة التي يبدو أنها تعمدت إبقاء الباب مفتوحًا حتى يشاهد ويسمع الجميع الواقعة.. والحقيقة، كنت في غاية السرور وأنا أرى نفسي بطلًا مغوارًا وسط ذلك التصفيق.. وفي ظني أن جميع الموظفين كانوا ينتظرون مثل هذا الموقف من رجل شجاع مثلي ليوقف هذا المدير وأمثاله عند حدهم.
لكن، حدث أمر مفاجئ.. خرج المدير من مكتبه ومعه اثنان من حراس الأمن و.. "مردغوني زين ما زين" إلى أن قال المدير: "خلاص اتركوه".. ثم نادى على مدير التوظيف وقال له: "اليوم تفنشونه هالزفت".. وما إن أنهى كلامه حتى عاد التصفيق والهتاف للمدير.. قبل أن أستيقظ من النوم مذعورًا من ذلك الكابوس.. "خير اللهم اجعله خير".

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .