العدد 5199
الأحد 08 يناير 2023
banner
المردي ومآثر الرجال
الأحد 08 يناير 2023

 كنت ممن تشرفوا بحضور الندوة التي نظمها مركز كانو الثقافي عن قطب الصحافة البحرينية محمود المردي رحمه الله، والتي قدم ورقتها رئيس تحرير صحيفة “البلاد” مؤنس المردي، والكاتبة المعروفة سميرة رجب، وأدارها الشاعر القدير علي عبدالله خليفة.
وفي لحظات أقل ما توصف بالجميلة، أخذنا المتحدثون بجولة عابرة في ذكريات الوطن الصحافية للمردي بخمسينات وستينات القرن الماضي، والتي تمخضت خروج باكورة الصحف المهمة كصوت البحرين، الوطن، الشعلة، القافلة، وغيرها.
وفي تلك المرحلة المهمة، تخندق رجال الكلمة كمحمود المردي، وزملائه حسن الجشي، علي التاجر، عبدالعزيز سعد الشملان، عبدالرحمن الباكر، معاً ضد الاستعمار، وضد الظلم، وضد محاولات طمس الهوية الوطنية، ولم ترهب الظروف والملاحقات محمود المردي، بل زادت عزيمته، وقوت إرادته، وحملته يوماً بعد يوم، المزيد من المسؤوليات الأخلاقية والمهنية والإنسانية تجاه أبناء شعبه، عبر توصيل حقيقة الكلمة، والتي تعبر عنهم، وعن أمانيهم.
وتأتي تجربته مع وقف المؤسسات الصحافية التي كان يقودها، كوقف إصدار مجلة صوت البحرين عام 1954 بعد أربعة أعوام من إصدارها فقط، وإغلاق صحيفة القافلة بذات العام، وإغلاق صحيفة الوطن عام 1956 بعد عام واحد من إصدارها، وإغلاق صحيفة الشعلة عام 1956 بسبب مقالة كتبها المردي، وغيرها، كشواهد حية تتحدث عن عزيمة الرجل الذي لا يستسلم، ولا يلين، ولا يتراجع خطوة واحدة عن مبادئه وما يؤمن به. وبأن هذا الإرث القيمي، والوطني، والإنساني، والنضالي الذي تركه المردي، لا يزال حتى اليوم مرجعاً للأجيال، والنشء، حول أهداف الحياة، وحول إمكانية تحقيقها.
محمود المردي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى عام 1979 لا تزال مآثره الخيرة، ومساعيه، وتضحياته للبحرين، تتحدث عن نفسها في الذاكرة الوطنية، بحديث مستمر عن الحق في الحياة، والنضال، والخروج من المعارك منتصراً، أو مهزوماً برأس مرفوع.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .