أعجبني تعليق مواطن حول كثرة الندوات التي يقيمها السادة النواب هذه الأيام بعد مناقشة برنامج الحكومة، فكتب “بسنا ندوات وبسنا حجي.. نبي فعل”. نتفق مع المواطن في رأيه، فالمسألة أصبحت مثل الأسطر المتباعدة، فكل نائب يتحدث في ندوة بالعمق والطول عن برنامج الحكومة، ويتفاخر بمرئياته وملاحظاته، وبعضهم أخذ رسم سياساته وخططه التكتيكية وبأن لديه القرار الواضح الشامل، وغصت حسابات بعضهم في وسائل التواصل الاجتماعي بجملة تعكس الاندفاع المحموم للشهرة وحب الظهور بالمضمون والمذاق.. “قدمت مرئياتي وسوف أصل إلى الحلول المضمونة”.
إن كل التعليقات العابرة والآراء التي يطرحها السادة النواب في هذه الندوات بالمجالس بعيدة عن الواقع وتشير إلى نواقص كبيرة في ميدان المطالب المهمة، لأن المواطن لن يلتفت إلى المزايدات والألاعيب الكلامية واستعراض العضلات، بل يريد عملا فعليا وجادا بمحتواه الأساسي، وليس بالضرورة أن يخرج بعض النواب في ندوات لأنها في نهاية المطاف شكل من أشكال المناسبات، ولا يمكن أن تقدم الحلول العملية المستندة على التحليل، إلى درجة أن البعض يلف طوال الأسبوع على المجالس رافعا شعار الكفاح ورفع وتيرة العمل الجاد.
يا سادة يا نواب.. المواطن سئم طرح الشعارات والحلول المبتسرة التي سيكون مصيرها الفشل المحتوم، إنما يريد التجانس في العمل والفعل الحقيقي وهو جوهر العمل البرلماني.. بمعنى.. خففوا هذه الندوات والظهور في وسائل التواصل الاجتماعي، والمواطن البحريني مطلع على كل شيء والحكومة الموقرة تعمل بشكل واضح على كل المستويات وتضع القاعدة الصلبة للاستقرار والتنمية ودائما تضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار. 
اعملوا بصمت وهمة ونشاط وعزيمة، وأديروا دفة العمل البرلماني بعيدا عن الظهور الزائد في وسائل الإعلام، فذلك الضمان في سيره في الطريق الصحيح. 
* كاتب بحريني