يستشعر الإنسان حجم معاناة طلاب المدارس خصوصًا الصف الثالث الإعدادي والمرحلة الثانوية، وذلك من خلال سيل التعليقات التي عبروا فيها عن آرائهم حول نوعية أسئلة الامتحانات في نهاية الفصل الدراسي الأول، الآلام متنوعة، فبعضهم اشتكى من نوعية الأسئلة ومدى صعوبتها، وبعضهم كان يشتكي من قصر وقت الامتحانات بالقياس مع عدد الأسئلة المطلوب الإجابة عليها، فالامتحانات اعتبرت صعبة جدا، وغير متناسبة مع أوضاع الطلبة، بل وصفت بالامتحانات التعجيزية.
وغير خافٍ على أحد ذلك الجهد الذي بذلته وزارة التربية والتعليم والطاقمان الإداري والتعليمي؛ لتحقيق أهداف العملية التعليمية في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة، ولتعويض فاقد تعليمي إجباري؛ تسببت به جائحة كورونا، وهم بشهادة الجميع قاموا بجهود جبارة لإنجاح الرجوع للتعلم الحضوري، واليوم باتَ الطلاب يتطلعون إلى مساعدتهم في تخطي هذه المرحلة الدقيقة، والنظر لإيجاد المعالجات التي يمكن القيام بها لدفعهم إلى الأمام، وبث الروح المعنوية فيهم، خصوصًا أن معظم الطلبة عانوا من مضاعفات المرض خلال الفصل الدراسي الأول، وبعضهم أصيب بفايروس كورونا كنتيجة متوقعة للتعلم الحضوري، وتسبب لهم ذلك الأمر في الغياب عن الكثير من الحصص الدراسية؛ ما أخرهم مرة أخرى في عملية التحصيل العلمي إن أخذنا في الحسبان عدد الدروس المطلوبة في الامتحانات النهائية.
إن أية معالجة لهذا الوضع من قبل الوزارة ستؤدي بطبيعة الحال لتحسين الوضع النفسي للطلبة وزرع الثقة والأمل في نفوسهم لمجابهة التحديات المستقبلية، وفي كل الأحوال، هناك فئة قد تتعثر وترسب في بعض المواد، ومن هنا يجب التأكد من مساعدة هذه الفئة بشكل محترف بالتشاور مع المتخصصين، ولابد من أن يتم إرشادهم إلى أن الرسوب لا يعني الفشل، وإلى أن الرسوب في أي اختبار أو امتحان رسالةٌ واضحةٌ تظهر إمكان الوصول إلى النجاح والتميز، ولنحذر من التخلي عنهم فندعهم عرضة للمشاكل النفسية، وفقدان الثقة بأنفسهم؛ إضافة إلى ضرورة إرشاد أولياء الأمور الكرام لتقديم المساندة اللازمة لخطط تحسين مستويات الطلبة.
* كاتب بحريني