قال استاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة الخليج العربي وهيب الناصر أنه ثمة احتمال كبير بأن ظاهرة اللانينيا الحالية، التي بدأت في سبتمبر  2020  والمتوقع انتهائها في مايو 2022  او ان تستمر الى اواخر شتاء 2023 ، بنسبة 70% ، وتأثيرها  كان على  أنماط درجات الحرارة والهطول،  وتسببت في تفاقم الجفاف والفيضانات في أجزاء مختلفة من العالم.

وأوضح أن مصطلح ظاهرة النينو (ومعناها المولود)  استعمله الصيادون على سواحل بيرو والإكوادور للدلالة على تيار المحيط الهادئ الدافئ وما يجلبه من أمطار غزيرة وهي ظاهرة طبيعية تسبب اضطراباً في الحياة الطبيعية في المحيط الهادي بينما ظاهرة اللانينيا (تعني المولودة) هي دورة مناخية طبيعية، ويبدو اننا نخضع لتأثيرها حاليا.  

وذكر أن ظاهرة النينيا تشير إلى انخفاض درجات حرارة سطح المحيطات على نطاق واسع في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، إلى جانب تغيرات في دوران الغلاف الجوي المداري، مثل الرياح والضغط وهطول الأمطار التي عادة  ما تكون لها آثار عكسية على الطقس والمناخ، على غرار ظاهرة النينيو، وهي المرحلة الدافئة لما يسمى بظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي.

وتابع  "تشير الدراسات أن سببت ظاهرة اللانينا  الجفاف المستمر في القرن الأفريقي وجنوب أمريكا الجنوبية وكذلك هطول الأمطار فوق المعدل المتوسط في جنوب شرق آسيا وأستراليا والتنبؤات بموسم أعاصير أعلى من المتوسط في المحيط الأطلسي".

وأوضح أن حالة النينيو عبارة عن ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط ، أو درجات حرارة سطح البحر فوق المتوسط، في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي في حين أن حالة اللانينا عبارة عن تبريد سطح المحيط، أو درجات حرارة أقل من المتوسط لسطح البحر، في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي.

وقال الناصر: تشير دراسات المركز العربي للمناخ الى ان  تاُثير ظاهرة اللانينا على معدلات الامطار بمنطقة بلاد الشام وما حولها عشوائي ، وليس هنالك علاقة واضحة ما بين معدلات الامطار اما من ناحية البرودة فانه يشير الى ان ظاهرة اللانينا تسببت بمواسم ابرد من المعتاد في بلاد الشام ( الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان ) ومصر والعراق وشرق ليبيا خصوصا حالة اللانينا المتطرفة وهي المتوقعة خلال الشتاء الحالي.

ولفت إلى أن مواسم اللانينا المتطرفة تميزت بانها قد ارتبطت مع حدوث عواصف ثلجية باردة جدا في اغلب السنوات وتشكل موجات طويلة الامد من الصقيع والانجماد وبشكل متكرر بسبب سيطرة الوجه الشمالي الشرقي الذي يجلب معه درجات برودة شديدة الانخفاض وهو رد فعل للانينا.