العدد 5201
الثلاثاء 10 يناير 2023
banner
سلوى المؤيد
سلوى المؤيد
إلى متى سيسبب المعرض السنوي الإحباط لبعض الفنانين البحرينيين؟
الثلاثاء 10 يناير 2023
  • إلى متى ستستمر أزمة المبدعين البحرينيين في الفن التشكيلي، وإحباطهم السنوي للمشاركة في المعرض السنوي للفن التشكيلي؟ ولماذا يتبع المسؤولون في هيئة البحرين للثقافة والآثار الغموض المتكرر كل عام بشأن المحكمين الذين يستقدمونهم حسبما علمت من خارج البحرين لمدة يومين لاختيار اللوحات التي تتناسب مع شروطهم لمعرض يفترض فيه أن يشارك به أكبر عدد من المبدعين خصوصا الفنانين الشباب.
  • الفنانون البحرينيون من حقهم أن يعرفوا من هؤلاء الخبراء وما هو مستوى شهاداتهم الفنية وهل هم معروفون عالميا، وكيف يمكن أن يحكموا على المئات من الصور المعبرة عن اللوحات الثلاثة ذات الموضوع الواحد في يومين، ولا أدري لماذا يحددون أن يكون الموضوع واحدا في اللوحات الثلاث، لا توجد هذه الشروط في المعارض الدولية ولا العربية لكي يشارك الفنان بلوحاته.
  • طلبت مني اليوم ممثلة عن معرض عالمي في ولاية "ميامي" في أميركا أن أشارك في هذا المعرض في ٢٦ يناير الجاري وطلبت مني 10 لوحات لعرضها في المعرض وفي موقعهم على الإنترنت لأنها أعجبت كثيرا بألوان لوحاتي، ووعدتها بأن أفكر في الأمر لكي أقرر، لم تقل لي هذه السيدة بأن عليّ أن أرسل لوحات عدة بموضوع واحد، لأن أسلوب الفنان في التلوين يميزه عن غيره من الفنانين لا الموضوع الذي يكرره ثلاث مرات، وإذا كان كل فنان سيضع ثلاث لوحات يعلم الله كم تبلغ أحجامها فأين ستوضع لوحات عشرات الفنانين البحرينيين المبدعين في هذا المعرض؟
  • من الضروري أن يوضع حيز من المعرض للفنانين الكبار، ويترك باقي المعرض لإنتاج الفنانين الشباب لكي تتطور الحركة الفنية في البحرين، وأعتقد أن الفنانين الكبار في المجلس الأعلى للفنون والآداب قادرون على تقييم اللوحات على مهل لا من صورة وإنما اللوحة نفسها، وذلك بدل أن نأتي بفنانين من خارج البحرين، ويعلم الله كم تدفع لهم هيئة الثقافة والفنون من المال ليقوموا بمسألة التقييم.
  • المفروض أن تتيح هذه الهيئة الفرصة لأكبر عدد من الموهوبين للمشاركة في هذا المعرض السنوي، فهناك بعض الفنانين يبدعون في الفن التجريدي وينتجون حسب مشاعرهم التي تخطر لهم في لحظة الإبداع، ولا معنى أن يعيدوا عمل نفس الموضوع للمرة الثانية والثالثة ليشاركوا في المعرض، المهم أن تكون أعمال الفنان إما واقعية أو انطباعية أو تجريدية، كما أن طريقة مزج الألوان في اللوحات التجريدية هي ما يميز قدرة الفنان الفنية الخاصة به في التلوين.
  • كانت المعارض السنوية في عهد وزير الإعلام الأسبق طارق المؤيد رحمه الله ناجحة جدا، وكان هذا المعرض السنوي الكبير الذي يقام في قاعة متحف البحرين يعتبر بمثابة عرس فني يشارك فيه كثير من الفنانين بمستويات مختلفة حيث توضع الأعمال الفنية لكبار الفنانين في الواجهة، احتراما لمكانتهم الفنية والتاريخية، ثم توضع بقية اللوحات لفناني البحرين الشباب، ثم حيّز للفنانين الذين ابتدأوا في ممارسة الفن منذ فترة قصيرة، لكن أعمالهم بها جماليات فنية واضحة تنبئ بمستقبل ناجح كفنانين وفنانات تشكيليين.
  • وكان المعرض شبيها بعرس ثقافي، كان جميع المشاركين فيه سعداء بإنتاجهم وتقدير وزارة الإعلام لهم.
  • وبالفعل فقد تطور إنتاج هؤلاء الفنانين وأصبحوا معروفين في المعارض الفنية وفي المجتمع الفني.
  • هكذا تتطور موهبة الفنانين البحرينيين الشباب والشابات، ويشعرون أن هيئة البحرين للثقافة والآثار تهتم بهم وتترك لهم جانبا من المعرض لعرض أعمالهم وتزداد ثقتهم بقدراتهم الفنية.
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية