الورثة غير ملزمين بسداد دين المتوفى
تستقبل “البلاد” مختلف الاستفسارات وطلبات الاستشارة القانونية. وجرى التعاون مع نخبة من المحامين المرموقين الذين تفضلوا بالموافقة على الإجابة عن استفسارات القراء، التي وصلت لبريد معد الزاوية ([email protected]) أو من خلال حسابات “دالبلا” بمنصات التواصل الاجتماعي. وللسائل ذكر اسمه إن رغب. ومعنا في زاوية اليوم المحامي حسين الشيخ
والدي كان مديونا لشخص وتوفي من دون أن يسدد دينه ولم يترك لنا شيئا، هل يحق للشخص أن يطالبنا بدين والدي؟
إذا توفي المدين وهو في حالة عجز وكانت قيمة التزاماته المالية تتجاوز قيمة أصوله فإن الورثة غير مسؤولين عن دين مورّثهم.
وتفيد القاعدة العامة بأن الذمة المالية للوارث مستقلة عن الذمة المالية للمورّث حيث إنه بموجب نص المادة 909 من القانون المدني فإن أموال التركة تسري عليها أحكام الشريعة الإسلامية وذلك باعتبار أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع في مسائل الإرث وأن أحكام الشريعة الإسلامية تفصل بين ذمة الوارث وذمة المورِّث، فلا تجعل الأول مسؤولاً عن ديون الثاني، إذ لا تركة إلا بعد سداد الديون، فلا تنتقل إلى الوارث إلا حقوق التركة بعد أن تصفّى ديونها لأنه بمجرد الوفاة فإن جميع حقوق التركة تظل منشغلة لدائني المتوفى وذلك لاستيفاء ديونهم من التركة تحت يد أي وارث أو من قد يكون الوارث قبيل أن تصرف إليه مادام أن الدَّين قائماً، بما لازمه أن الوارث يكون مسؤولاً عن ديون المورّث في حدود ما آل إليه من تركة مورّثه وطبقاً للترتيب الوارد بالقانون بشأن أولوية السداد من تركة المتوفى.
أما في حال عدم وجود تركة للمورّث المدين فإن الورثة لا يساءلون عن الالتزامات التي ترتبت في ذمة المورّث إلا في حدود تركة هذا الأخير ولا يجوز أن يتعدى ذلك إلى ذمة الورثة شخصياً.