استوقفني أحد الجيران مساء يوم الخميس الماضي مع تساقط الأمطار على جميع مناطق البحرين، وطرح عليَّ سؤالاً يطاردني منذ زمن كزئير العاصفة وهو... “إلى متى وشوارع مدينة عيسى على هذا الوضع السيئ، وأين المسؤولون والوزارة المعنية والبلديون... لماذا لا تكتبون في الصحافة عن معاناتنا.. لقد كرهنا موسم الأمطار بسبب “بلاوي” الشوارع وتجمع مياه الأمطار... سياراتنا تعطلت، وهذا يعني “مصاريف زيادة”... قلت له... أبشر سأكتب.
مشكلة جارنا أنه لا يعرف أن الموت يجري في شوارع وطرقات مدينة عيسى، فكل شارع يحمل الموت معه ولا يستطيع بأي شكل من الأشكال تجنب الموت بالوقاية، وأعني بالوقاية تحركات الأعضاء البلديين الذين تعاقبوا على الدائرة الأولى بالجنوبية بكل ما حملوا من ملفات وأفكار ورؤى وتطلعات وقوة دافعة خلاقة. فكل عضو بلدي يأتي يتصور أنه يستطيع إنجاز هذه المهمة وسيبعد عهد المراثي، لكنه يكتشف وربما لا أن القضية أكبر من ملف واجتماعات، إنما وبإطار تحليلي سليم وكتعامل مع الواقع، إغفال المسؤولين في الوزارة المعنية على صعيد الزيارات الميدانية، فشخصياً وعلى مدى سنوات طويلة لم أشاهد مهندساً أو وزيراً عاين شوارع وطرقات الدائرة واستمع إلى الأهالي، وأنا لا أتحدث عن دائرة كسائر الدوائر، إنما دائرة تعاني من تردي البنية التحتية وفواجع بالتحديد والوصف، فهم يكتفون فقط بالمتابعة عن طريق الهاتف وما يصلهم من الموظفين.
جزء من الفشل النسبي الذي تعاني منه البنية التحتية في الدائرة الأولى بالجنوبية هو ندرة الزيارات الميدانية والتعرف على أصول المشكلة، فلو كانت هناك زيارات منتظمة ومتابعة على أرض الواقع واهتمام ومجهود، لما وصلت شوارعنا إلى هذا الحال. إن الزيارات الميدانية للمسؤولين يكون لها أكبر الأثر في تحديد المشاكل وكذلك خطط الارتقاء، بل هي من أهم القضايا الملحة التي يفترض على المسؤولين وضعها أمام أعينهم.
للعلم... لقد كتبت عن هذه القضية كثيراً حتى أنها أصبحت مثل منحوتة من العصور القديمة.
* كاتب بحريني