العدد 5204
الجمعة 13 يناير 2023
banner
بدون الكلمة المحلية ستضيع معالم المسرح البحريني
الجمعة 13 يناير 2023

عندما يختار المخرج نصا يعني أنه تبناه وهو مسؤول بشكل أو بآخر عن أفكاره ومطامح هذا النص وأهدافه، ولكي أتبنى نصا يجب أن يوجعني ويهزني من الناحية الأدبية، ويجب أن يكون في الدرجة الأولى دراماتيرجيا علميا صحيحا، ويمكنني القول وحسب خبرتي واطلاعي إن المسرح البحريني خلال السنوات الأخيرة يعاني من أزمة التأليف، لهذا نجد العديد من المخرجين يلجؤون إلى النصوص العربية والأجنبية.
قد يكون المسرح عندنا في أحسن حالاته، لكن بدون الكلمة المحلية، وبما أن عملية الخلق المسرحي تعتمد على الكلمة، فهي بالضرورة تصبح فعالة فعالية الإنسان في مجتمعه، فالإنسان هو المجتمع والمجتمع هو الإنسان، وبما أن الكلمة إحدى أدوات تعبير الفرد، وبما أن المسرح يرتكز بأساسه في عملية الخلق على الكلمة، فالمسرح بالتالي محتم عليه إذا حمل تلك الكلمة شحنات الفكر والصدق أن يصبح من أفعل ما يغير المجتمع.
بدون الكلمة المحلية ستضيع معالم المسرح البحريني وسيتبعثر وسيحمل مليون اسم وقناع، ولا أعني بالكلمة المحلية أي نص يكتبه مؤلف بحريني، إنما ذلك النص البعيد عن الموضوعات المستوردة والحامل لهويتنا والقادر على التغيير. يقول رشاد رشدي “قديما كانوا يقولون وراء كل كاتب عظيم امرأة، والآن يقولون وراء كل كاتب عظيم طفل، هو الكاتب العظيم نفسه الذي اكتشفوا أنه يتميز بالبراءة – براءة الأطفال - فالكاتب العظيم قد تحنكه التجربة وقد يدرك من أمور الحياة وأسرارها ما لا يدركه الرجل العادي، لكنه مهما رأى ومهما أدرك لا يتلوث، بل يظل يرى الدنيا من حوله جميلة ناصعة البياض تماما كما يراها الطفل”.
أنا لا أتحدث عن اتجاه تجريبي وتقليدي، لكن عن كل أشكال المسرح، وقد أكون مخطئا في حكمي، بيد أنني على ثقة بأنه ليس هناك عمل مسرحي بدون نظرية مسرحية، وأن نظرية المسرح ينبغي أن تنطلق من مفهوم عام للمجتمع والإنسان، وهنا يأتي دور الكلمة التي تلعب دورا في تغيير المجتمع. ما أريد قوله.. يجب أن تكون للمسرح البحريني ملامح يتميز بها عبر تجربته الخاصة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية