كلمة حق يجب أن تقال وتسجل بحق إدارة الخطوط الجوية البريطانية بعد قرارها الأخير في خطوة فريدة وغير مسبوقة عند إعلان الزي الرسمي الجديد للطاقم الجوي بعد عشرين عاما، ولابد لنا أن نرفع لهم القبعة للقرار الشجاع بإضافة “الحجاب” لمن أرادت ارتداءه من المضيفات، والذي يحدث أول مرة في تاريخها العريق في مجال الطيران المدني منذ تأسيسها عام 1974، ويظهر هذا القرار مدى التسامح وتقبل الأديان لجميع أبناء الوطن، فبريطانيا تعتبر مثالًا رائعًا بدءا من الدستور الشامل الذي يعطي الحقوق للجميع.
وحسب موقع CNN العربية، راعت إدارة الشركة أيضًا الحفاظ على البيئة نسبيا، حيث سيقوم موظفو الشركة بتسليم القديم لإعادة التدوير أو للتبرع الخيري عند استلامهم الزي الجديد. شخصيًا لم أكن أتوقع أن العمل على تغيير الزي بدأ عام 2018، والأجمل من ذلك هو مشاركة أكثر من 1500 موظف من خلال انضمامهم لورش عمل تصميم الملابس! تصوروا، عملية تغيير الزي الرسمي استغرقت 5 سنوات من العمل الجاد!
أعجبني تصريح مصمم الأزياء البريطاني أوزال بواتينج حينما قال إن تصميم هذا الزي تطلب عملًا على نطاق واسع وذهب إلى ما هو أبعد من تصميم مجرد ملابس، حيث من أهدافه الرئيسة إنشاء زي يتحدث إلى موظفي شركة الطيران ومن أجلهم! مؤكدًا بأنه أمر ألهمهم وأنهم شعروا بأن هناك من يراهم وينصت لهم، وبصراحة شديدة أعجبت كثيرًا بهذا الطرح الإداري والقيادي الذكي الذي يجب أن يدرس في أعرق الجامعات. نعم، فمن المهم جدا مشاركة العاملين في الكثير من القرارات الإدارية.
هذه المبادرة الرائعة ذكرتني بمبادرة مشابهة حدثت في المؤسسة التي كنت أعمل بها، حينما قررت إدارة المؤسسة أو بالأحرى رئيسها التنفيذي الذي حرص أن تقوم نقابة المؤسسة بالتنسيق مع العمال لاختيار زي العمل، ولا أنسى كم كان شعور الرضا والتقدير من قبل العمال لهذه المبادرة الرائعة. دعوة صادقة أطلقها إلى الإدارات التنفيذية في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة وهي ضرورة مشاركة العاملين في عمليات التطوير والتشغيل وإعطائهم الفرصة والثقة مع ضرورة المتابعة المستمرة والقريبة من قبل الإدارة التنفيذية.
كاتب بحريني