العدد 5207
الإثنين 16 يناير 2023
banner
لا تغضب عزيزي
الإثنين 16 يناير 2023

قال بعض الفلاسفة.. إنك لا تتحكم بما قد يحدث لك، لكنك تتحكم في ردة فعلك على ما يحدث لك. إذا، فالواجب تركيزك على ردة فعلك، فهي وحدها ما بيدك، فلا تضيع وقتك في أشياء ليست بيدك، واعلم أن من علامات نقص النضج أن يغضب الإنسان على مقادير الرحمن، عوّد نفسك على الرضا بالمكتوب، وتذكر أنك مجموعةُ خيارات أنتجتها رداتُ فعلك، فاختر المناسب منها فقط، فالأشياء التي تكررها وتدمن ممارستها، تصبح خبيرا فيها، فمن اعتاد التذمر والغضب، عاش متذمرًا غاضبًا طولَ عمره، ولا تزال شخصية “سنفور غضبان” خالدة في ذاكرتي، فكم كان يرهِق نفسه بالغضب الدائم والكراهية المستمرة - بسبب وبغير سبب -، حتى تعب وأتعب من حوله، وكما أن من جاور السعيد يسعد، فكذلك الغضب الدائم مرهقٌ ومُعْدٍ لك ولمن حولك، ركز على نفسك والنجاح الذي ترغب في تحقيقه، وعش من اليوم عيشَ مَنْ مُنِحَ حياة جديدة ليبدع فيها، وانسَ ماضيك العنيف، واجتنب الاستجابة السريعة لردود أفعالك التي يمليها عليك غضبك، ستجد حتما فسحة من الوقت يزول فيها غضبك، لتدرس ردة الفعل المناسبة، وتسلم من حسرة الندم.
حاول أن تقضي المزيد من الوقت في الأنشطة والمجالات التي تريح نفسك، وتبعدك عن أجواء الغضب، ولربما قدر الله – تعالى - لك هذا الموقف ليختبرك، فاحتسب الأجر عنده. إن بعض الناس على استعداد دائم للدخول في جولة غضبٍ جديدة، فهو متحفز باستمرار، يتوقع في كل لحظة حدوث ما سيغضبه، ينتظر أن يفجر غضبَه على الطرف الآخر لأدنى موقف أو زلة، مع العلم أن معظم ما نتوقع أن يغضبنا لا يحدث، كما في تأملات الامبراطور الروماني الرواقي “أوريليس” فيما يهدم الراحة النفسية.
“لا تغضب” كانت وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك الرجل الذي استوصاه مرارا، فاجعل هذه الوصية الخالدة منهجك في أي موقف يعرض لك، فلا تغضب عزيزي.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية