العدد 5208
الثلاثاء 17 يناير 2023
banner
استمتعوا بطفولة أولادكم
الثلاثاء 17 يناير 2023

البعض بحاجة للتصالح مع النفس، عن طريق تخفيف الانشغال بمنصات التواصل الاجتماعي والهاتف الذكي، وتسخير هذا الوقت الضائع في عمل نافع أو عبادة، أو بقضائه مع أفراد الأسرة، وكما يقول المثل “العائلة أولاً” بحقيقة لا جدال فيها، فإن كل تجارب الحياة اليومية من عمل وصداقات وسفرات واجتماعات، تنتهي دوما بالأسرة، مؤكدة أنها الباقية والدائمة، والأحق بكل شيء وأي شيء.
وكنت مؤخرا قد زرت أحد الأصدقاء في منزله الجديد، حيث استقبلني بمجلسه الأزرق الأنيق، وعلى الطاولة رُتبت أصناف مختلفة من الحلويات، والمكسرات الملونة، والمشروبات الساخنة، فابتسمت وقلت له بسخرية “إن شاء الله هالكرم يستمر، مو بس بمناسبة البيت الجديد”، فنظر لي وضحك قائلاً “بحاول”.. لحظات قبل أن تدخل علينا ابنته “العسولة” (سنتين) والتي عرفت من الوهلة الأولى أنها متعلقة بأبيها بشكل جنوني، حيث بدأت تلاعبه، وتضاحكه، في حين كان منشغلاً بتصفح هاتفه النقال، بمشهد آلمني جداً. قلت له مباشرة “قط التلفون من يدك واحضن بنتك” فارتبك ووضع الهاتف جانباً، ورفعها عالياً وهو يناديها باسمها.
قبل أن أكمل له حديثي “هذه اللحظات هي الأجمل بالحياة، ولن تتكرر، فما يذهب منها لن يعود، ولن تنتبه إلا بعد فوات الأوان”.. وأضفت له “هي كمن يخرج من منزله باكراً وهو بطريقه للعمل، وفي حديقة منزله الأمامية الورود الجميلة، ذات الرائحة العطرة، والتي لا يتوقف للنظر إليها، أو استنشاقها، وباله مشغول بأمور أخرى، لن ينتهي بإنجازها اليوم، أو غداً، أو حتى بعد غد”.
العائلة هي الأساس، والاهتمام بها، وقضاء الوقت معها “أولوية الأولويات”، وما هو غير ذلك مجرد مكملات، ولهث دنيوي، لا تنسوا ذلك.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية