العدد 5209
الأربعاء 18 يناير 2023
banner
فضاءات لغوية رضي السماك
رضي السماك
سلماوي و " استقلالية المثقف"
الأربعاء 18 يناير 2023

في تصورنا أن استقلالية المثقف أو " المفكر" هي واحدة من أعقد القضايا في عالمنا العربي، لا بل هي تختلف عن مختلف الدول والمجتمعات الأجنبية الاخرى،  وإن جمعها العنوان ذاته، وذلك لما لهذا العنوان الشائك من خصائص تتميز بها أقطارنا العربية جمعاء، بل وثمة تميز نسبي أيضاً بين قطر عربي وآخر تبعا للظروف السياسية الملموسة الخاصة بكل بلد عربي على حدة. ومع  أن ضيف مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة الأديب والصحافي الكبير الاستاذ محمد سلماوي ركز في محاضرته " استقلالية المثقف" على العلاقة بين المثقف و السلطة، إلا أن هذه  المحاضرة القيّمة لم تتطرق إلى  مفهوم استقلالية المثقف بشكل أوسع، فماذا عن المثقف الشاعر أو الفنان الموسيقي أو التشكيلي في استقلاليته- ولو النسبية على الأقل- عن الحزب أو التيار الفكري الذي ينتمي إليه؟ وقس على ذلك قضايا متفرعة عديدة . 
وتأتي محاضرة الاستاذ/ محمد سلماوي في إطار أحتفالية مركز الشيخ إبراهيم بمرور 21 عاماً على تأسيسه، وهو ما نوّه عنه مقدم المحاضر الدكتور محمد خزاعي والذي زامل محمد سلماوي في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة وتخرجا معاً في دفعة واحدة عام 1966،ووُفق في تقديم زميله المصري وإدارة الحوار بشكل رائع. ومع أن عنوان محاضرة سلماوي" استقلالية المثقف" إلا أنه وُفق في ربطها ربطاً مُحكما بكتاب سيرته الذاتية التي صدرت عن دار كرمة للنشر المصرية على جزءين، الأول تحت عنوان"  يوماً أو بعض يوم" فيما جاء جزؤها الثاني بعنوان " العصف والريحان". وكم كانا المحاضر ومقدمه سعيدين ومحظوظين بهذا الاستذكار الجميل، ولو لم يلتقوا كثيراً أثناء الدراسة، لضخامة أعداد الدفعة في الجامعات العربية الشهيرة، كالقاهرة،وبغداد ودمشق، قياساً بمن تخونهم الذاكرة أو يتنكروا لمثل هذه الزمالات الطلابية الجامعية الجميلة الرائعة من قطرين عربيين مختلفين، فيصبح أحدهما بعدئذ مثلاً رئيسا والآخر مرؤوسا، في أي مجال من مجالات الإعلام في عالمنا العربي التي تجمعهما مصادفة العمل المشترك في موقع إعلامي واحد بعدالتخرج. 
والحال فقد كنت أعرف الأستاذ سلماوي كاتباً وأديباً وروائيا ومترجماً عن بُعد منذ فترة دراستي الجامعية القاهرية في النصف الأول من سبعينيات القرن الآفل، حيث قدِمت للقاهرة خريف 1972 في أول دفعة حكومية لأوائل المتخرجين على نفقة الدولة بعد استقلالها. على أن المرة الأولى والوحيدة التي  ألتقيته فيها وجهاً لوجه، وبشكل عابر، كانت في فعالية عُقدت بمقر اتحاد الكتّاب المصريين بعد انتهائي مباشرة من تأدية امتحانات السنة الأخيرة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة صيف 1976.
 وبعد انتهاء محاضرته  " أستقلالية المثقف"  تجاذبت معه أطراف الحديث وذكّرته بتلك الفعالية،في أتحاد الكتّاب المصريين.كما كانت فرصة لي للالتقاء بسعادة سفير جمهورية مصر العربية لدى مملكة البحرين الاستاذ ياسر شعبان الذي يتسم بتواضعه الجم، فقد تذكرني في الحال، وكانت لدينا معرفة مشتركة قديمة إلى حدما، قبل أن يرتقي إلى منصب "سفير" الذي بات يتقلده حالياً، كما كانت فرصة لي أيضا للتعرف على بعض الاخوة الأدباء السعوديين والمثقفين العرب والمصريين، ومن بينهم الأخ الإعلامي والكاتب الاستاذ رمزي سليم والذي كان المرحوم أبوه ابن عم لاعب الأهلي الشهير والممثل المرحوم صالح سليم، والذي غنت نجاة الصغيرة في فيلم  من بطولته  " الشموع السوداء " اغنية  "لا تكذبي".
وأخيراً أجد من الواجب التنويه بالمصور الفني والجار الأخ عبد الله دشتي الذي ساعد المنصة في تحديد طلاّب المداخلات والأسئلة من جانب الحضور ، بالإضافة  إلى دوره الأصلي في التصوير، والشكر موصول إلى الأخت أمينة القصاب. 

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .