وفقًا لما نشرته بعض الصحف الفرنسية فقد “أزيح رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو جراي عن منصبه على خلفية تصريحاته ضد نجم كرة القدم السابق الأسطورة زين الدين زيدان”، حيث إنه خلال مقابلة مع قناة “آر.إم.سي سبورت”، سئل عن احتمالات تولي زيدان تدريب منتخب البرازيل، وذلك بعد تبدد فرصة تدريب المنتخب الفرنسي، فرد لوجراي قائلا: “يمكنه فعل ما يريد، هذا ليس من شأني، وأضاف أنه لن يرد على الهاتف إذا اتصل به زيدان”، فكان جزاؤه عاصفة من الانتقادات والاستياء والغضب. فعلى الصعيد الصحافي مثلا، كتبت صحيفة “ليكيب” الفرنسية بأحرف كبيرة على صفحتها الرئيسية في أحد أعدادها قائلة “لو جراي أصبح يمثل قضية خزي في كرة القدم الفرنسية”، أما رسميًا وفي بلد معروف بتقديس حرية الرأي والتعبير وراسخ في ممارستها ومدرك أصولها، فقد طالبت وزيرة الرياضة الفرنسية، أميلي أوديا كاستيرا، لو جراي بالاعتذار لزيدان، حيث تحدثت عن: “افتقاد للاحترام بشكل مخزٍ، يسيء لنا جميعا، في حق أسطورة لكرة القدم والرياضة”.
الحقيقة أنني وجدت في سطور هذه القضية ما يعبر عن حال بعض الأقزام الذين يسيئون ويتطاولون رغم ضحالة علمهم وقبح أخلاقهم وفساد منهجهم وسوء مقصدهم على إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله رحمة واسعة بعد ربع قرن من وفاته ليزيدوا بغبائهم من كره واستياء الغالبية العظمى من المستمعين لهم، فليس من الشهامة ولا من الرجولة أن نهاجم من لا يمتلك حق الرد علينا، إضافة إلى أن هؤلاء البارعين في فنون الإفساد ليسوا أبدًا محل ثقة أو مقصد لمن يبحث عن معلومة أو رأي في الدين، بل إن هجومهم ومعارضتهم تحسب تمامًا لكل من يقف على الجهة المضادة لهم ومن يكون في مرماهم، لأن الجميع متأكدون أن سهامهم لا توجه إلا ضد كل صالح ونافع وأنهم لا يحملون في عقولهم وقلوبهم وأهوائهم سوى الإفساد والشر.
فالحل هو أن يقوم الجمهور بإزاحة هؤلاء الذين يفتقدون الاحترام بشكل مخز ويمثلون قضايا مخزية في بلادنا العربية والإسلامية. 
كاتب مصري متخصص في الشؤون الدولية