عندما قرأت حكمة سقراط حول ما يجب أن يقوله الإنسان أو ينقله إلى غيره من الناس وما يجب أن يتوقف الإنسان عن نقله لغيره من الناس، عرفت أن عالم السوشال ميديا هو سبب خراب العلاقات الاجتماعية، وسبب خراب البيوت والطلاق، فعلى هذه الآلة الجهنمية يتناقل الناس كل ما يخالف حكمة هذا الفيلسوف.
ففي أحد الأيام صادف سقراط رجلا من معارفه فركض إليه وقال له بتلهف: سقراط، أتعلم ما سمعت عن أحد طلابك؟ رد عليه سقراط: انتظر لحظة قبل أن تخبرني، أود منك أن تجتاز امتحانا صغيرا يدعى امتحان الفلتر الثلاثي.. الفلتر الثلاثي؟ 
الفلتر الأول هو الصدق: هل أنت متأكد أن ما ستخبرني به صحيح؟ رد الرجل: لا، في الواقع لقد سمعت الخبر من غيري من الناس. الفلتر الثاني فلتر الطيبة: هل ما ستخبرني به عن طالبي شيء طيب؟ رد الرجل: لا، على العكس، فهو شيء سيئ مع الأسف. الفلتر الثالث فلتر الفائدة: هل ما ستخبرني به عن طالبي سيفيدني؟ رد الرجل: في الواقع لا، ليست به أية منفعة لك. فقال سقراط: إذا كنت ستخبرني بشيء ليس صحيحا، ولا طيبا، وليست له فائدة أو قيمة، لماذا تخبرني به من الأصل؟! سكت الرجل وشعر بالهزيمة والإهانة!
زبدة القول.. كم نحن بحاجة اليوم إلى فلتر سقراط، قبل أن نظلم الناس بأخبار غير صحيحة، وقبل أن نظلم الناس بأخبار غير طيبة وقبل أن نظلم الناس بأخبار غير مفيدة لنا أو لمن ننقلها إليهم سواء بالاتصال المباشر أو عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، فنؤذي غيرنا دون أن نستفيد شيئا، بل سنجني على أنفسنا بارتكاب الذنوب.
كاتبة وأكاديمية بحرينية