أكتب اليوم عن مداخلة النائب مريم الظاعن، فبكل قناعة كان طرحها غير منطقي، وذلك من خلال مقترح لبناء فندق وقطار على جزء من مقابر عالي!
لا أدري كيف أصف هذا المقترح الذي هز المواطن البحريني! مع كل الاحترام لجميع النواب، أنتم من تتركون أثرًا طيبًا وتفرضون احترام الشعب والمسؤولين لكم، فمن خلال مقترحاتكم غير الواقعية وغير المدروسة، فإنكم تلفتون الأنظار ليس محليا فحسب، بل خارجيًا! فمن خلال وسائل التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها فإن جميع هذه المداخلات تصل إلى العالم بسرعة البرق، فلا نريد أن نعطي الفرصة للآخرين للتصيد في الماء العكر! شخصيا لا أنكر النية الطيبة والحسنة للنائب في إحياء وتطوير مقابر عالي، إلا أن ذلك يجب أن يكون من خلال مقترح شامل ومتكامل للحفاظ على هذه الآثار التاريخية، وليس بالكيفية التي وضعتها، فالبحرين تزخر بكوادر وطنية من الجنسين أثبتوا علو كعبهم عبر سنوات طويلة من خلال سمعتهم ومستواهم ودفاعهم المستميت عن مطالب المواطنين من خلال طرح المبادرات والاقتراحات الخلاقة.
ولي رجاء صادق هو أن يقوم أي نائب بدراسة المقترح قبل تقديمه دراسة وافية  (homework)، وبعدها التحضير لتقديمه بطريقة احترافية، وقد لاحظت كغيري أن بعض النواب يفتقدون أبجديات العمل المؤسسي والإداري ولا يدركون أن التحضير الجيد هو الجانب الأهم عند تقديم أي مقترح. ما هو مطلوب هو النوعية وليس الكم، ويفضل من أي نائب الاستماع والتعلم من الآخرين بدل التخبط! فأمامنا 4 سنوات قادمة من العمل الدؤوب والجاد والمواطن ينتظر خيرًا ويبني آمالًا كثيرة على هذا المجلس المنتخب، كما أننا نريد أن نكون أنموذجا يحتذى به في العمل الديمقراطي والحياة البرلمانية.
كلمة أخيرة لنوابنا الأفاضل.. ارتقوا بمقترحاتكم وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
*كاتب بحريني