+A
A-

السفير تشونغ: استعداد كوري لتبني مبادرة “البلاد” لمواجهة التحديات الإعلامية الرقمية

-  التطوير الإلكتروني لـ“سجلات” و“صحتي” بإشراف كوري

-  إتاحة تأشيرة متعددة للبحرينيين لمدة عامين مقابل 3 دنانير

قال سفير كوريا الجنوبية هاي كوان تشونغ إن حجم التبادل التجاري بين مملكة البحرين وكوريا الجنوبية بلغ أكثر من مليار دولار في العام 2022.


جاء ذلك لدى زيارة السفير الكوري لمقر صحيفة البلاد.

واتفق سفير كوريا الجنوبية مع رئيس مجلس الإدارة عبدالنبي الشعلة على أهمية تبادل الخبرات الإعلامية بين كوريا والبحرين لمواجهة التحديات الإعلامية المختلفة في عصر الرقمنة.


وعبر السفير عن استعداده لمشاركة المبادرة مع المعنيين في صناعة الإعلام في كوريا الجنوبية.


وأوضح السفير تشونغ “أن التبادل التجاري ارتفع في 2021 بواقع 7 إلى 8 %. وعلى الرغم من جائحة كورنا في 2020، حافظ التبادل التجاري على استقراره بين البلدين؛ لقوة العلاقات التجارية المشتركة”.

وفي رد السفير الكوري على ما طرحه الشعلة عن تضاؤل مشروعات الشركات العقارية الكورية مقارنة بالسابق، أوضح السفير أن “الشركات الكورية تجد صعوبة في التنافس مع شركات البناء ذات الكلفة المتدنية، ولذا تتجه الآن إلى التركيز على المشروعات الهندسية أكثر من البناء”.


ولفت السفير إلى أن شركات البناء الكورية قامت بتنفيذ العديد من مشاريع البناء المعقدة؛ بما فيها العديد من مباني المكاتب الوزارية، على سبيل المثال وزارة العدل ووزارة الإسكان في سبعينات وثمانينات القرن الماضي وما زال الناس يمتدحون هذه المباني لمتانتها وقوة بنائها. ويعتبر مشروع “ASRY Dry Dock” أول مشروع كبير ينفذه الكوريون في المنطقة. وتم حتى الآن تنفيذ إجمالي 57 مشروعًا من 17 شركة كورية.


وأضاف: “يستطيع القطاع العام أن يتدخل حين يكون دور السوق محدودًا. لهذا الغرض، نستطيع أن نعزز التبادل والتعاون بين المؤسسات الأكاديمية والتقنية وكذلك معاهد البحوث العامة. وكان هناك حوار نشط بين وزارتي الصحة البحرينية والكورية في إطار خطة عمل ثنائية بهذا الخصوص”.


وكان السفير الكوري قد زار مقر صحيفة البلاد حيث كان في استقباله رئيس مجلس الإدارة عبدالنبي الشعلة، ورئيس التحرير مؤنس المردي، والرئيس التنفيذي أحمد البحر، وسكرتير التحرير ورئيس قسم الشؤون المحلية والمحتوى الإلكتروني راشد الغائب.


وأشار السفير في هذا الصدد إلى ما تقوم به “شركة سامسونغ للهندسة بموظفيها وفنييها الكوريين من أعمال تطوير وتوسعة مع شركة بابكو”.


ولفت إلى أن السفارة على استعداد لتسهيل التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، الصناعة البيئية، الأمن الغذائي، التعليم، وغير من المجالات.


وذكر السفير الكوري نماذج عدة للاستثمار الثنائي بين البلدين كعقد منتدى الأعمال الثالث في العام 2019 في البحرين، حيث جاء وفد الأعمال الكوري بقيادة غرفة التجارة الكورية، ووكالة ترويج التجارة والاستثمار الكورية (كوترا) إلى المنامة، وأجرى العديد من المشاورات التجارية والاستثمارية مع نظيره البحريني.


علاقات تاريخية
وفي الوقت الذي تمتد العلاقات الدبلوماسية بين البحرين كوريا الجنوبية إلى ما يقرب الـ 47 عامًا، وصف السفير الكوري العلاقات الدبلوماسية المشتركة بالإيجابية والحيوية، مؤكدًا أهمية تعزيزها على الصعد كافة، ولاسيما أن البحرين مثلت في السبعينات والثمانينات بوابة إقليمية لكوريا الجنوبية إلى الشرق الأوسط وأول رحلة مباشرة إلى الخليج أطلقتها الناقلة الوطنية الكورية كانت إلى البحرين.


وأضاف: “بعد الأزمات المالية الآسيوية في أواخر العام 1990، أغلقت السفارة الكورية في المملكة مؤقتًا، ولكن عندما أعيد فتحها في العام 2011، جاءت حقبة جديدة من الازدهار وتغيرت طريقة التعاون برفع مستوى التبادلات الثنائية إلى درجة أخرى. ولقد شهدنا زيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى سيول العام 2012 والتي دشنت فصلاً جديدًا من التعاون الاقتصادي. وبهذه المناسبة، وقعت الغرف التجارية في البلدين اتفاقية تعاون أتاحت منصة ممتازة للشراكات التجارية. وتلت زيارة سمو ولي العهد زيارة لرئيس وزراء كوريا لمملكة البحرين العام 2013”.


شراكة مستمرة
وأطلق تعاون كبير في مجال تكنولوجيا المعلومات منذ العام 2012. ومن الأمثلة الاتفاق على تطوير نظام التراخيص التجارية المتكامل في البحرين (سجلات) بين الشركة الكورية ووزارة الصناعة والتجارة في البحرين، كما أطلق مشروع حكومي إلكتروني كبير آخر للتأمين الصحي الوطني (SEHATI-IT)، الذي تم تثبيته وإدارته بنجاح في إطار التعاون الثنائي الكوري البحريني.


وفيما يتعلق بالترويج الثقافي، أكد أن السفارة شريك دائم لهيئة البحرين للثقافة والآثار، وهناك العديد من الفعاليات المسجلة في إطار التعاون الثنائي، سواء كانت تقليدية أو حديثة أو مزيجا من العروض الفنية الثقافية.


تشجيع السياحة
في إطار تبادل الخبرات الطبية وتشجيع السياحة العلاجية سافر العام 2022 أول مريض لتلقي العلاج برعاية حكومة البحرين إلى كوريا لإجراء عملية جراحية، ولتلقي العلاج المناسب، وزار طبيب عيون كوري مشهور مجمع السلمانية الطبي للتبادل الطبي وعلاج المرضى وإجراء العمليات الجراحية ضمن برنامج الطبيب الزائر للعام 2022.

ولفت السفير الكوري إلى أن السفارة تعرّف سنويًا الشباب البحريني بفرص المنح الدراسية في كوريا ضمن برنامج GKS (Global Korea Scholarship) وذلك منذ العام 2014، مشيرًا إلى سفر 3 طلاب بحرينيين العام الماضي إلى كوريا للحصول على دراسات عليا بفضل البرنامج.


وأوضح السفير أنه “يمكن للبحرينيين التقدم بطلب للحصول على تأشيرة (K-ETA) التي تعادل تأشيرة دخول متعددة لمدة عامين، مع أقصى مدة إقامة تبلغ 30 يومًا لكل زيارة، برسوم تقديم تبلغ حوالي 9 دولارات ما يعادل 3 دنانير بحرينية فقط”.


تحديات دولية
وعن الحرب الروسية الأوكرانية، أعرب السفير الكوري عن أمله أن “تنتهي الحرب بحل سلمي”، لافتًا إلى أن كوريا الجنوبية كانت عضوًا في التحالف الدولي لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من تبعات الحرب في أوكرانيا وتعهدت كوريا بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار”.
وعن الوضع مع كوريا الشمالية، قال سفير كوريا الجنوبية: “نواجه إمكان التجربة النووية السابعة لكوريا الشمالية، وهذا الجزء هو سبب التوتر في منطقتنا، وقد اقترح الرئيس يون سوك يول (المبادرة الجريئة) لكوريا الشمالية، وتعهد بالمكافآت الاقتصادية لخطوات الجارة الشمالية لنزع السلاح النووي”.