انتهى كأس العالم 2022 بتحديات ومفاجآت في بعض نتائج المباريات، فمع انتهاء عام وبداية آخر يحمل لنا في جعبته بيانات إضافية في مجال كرة القدم تضاف لقواعد بيانات كأس العالم بشكل عام، وللفرق واللاعبين المشاركين في المونديال بشكل خاص.

وشهد كأس العالم في نسخته الأخيرة استخدامات متعددة للتكنولوجيا بشكل متطور ومتسارع، وبشكل أعمق وأكبر من أي وقت مضى وفي تطور مستمر ومؤثر، والذي عشناه بتفاصيله أثناء بطولة كأس العالم من خلال استخدام قواعد البيانات في أدق التفاصيل في مجال كرة القدم وفي مختلف المجالات كما لم نتخيلها من قبل، فأثناء كأس العالم شهدنا استخداما واسعا لمفهوم قواعد البيانات من خلال جمعها وتحليلها، والتي مكنتنا من معرفة أدق التفاصيل المتعلقة بالمباريات، وتوقع نتائجها، وتفاصيل اللاعبين، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة عن كل مباراة.

ومن الأمثلة الأكثر تأثيراً ما نشهده من قيام المواقع الرياضية بإعطاء الإحصائيات مباشرة للمباريات، وبيانات دقيقة لكل اللاعبين، وتقديرها لنتائج المباريات وفق قواعد البيانات الضخمة التي تمتلكها، وهذه التجربة لا تنحصر فقط على كأس العالم، بل في كل المحافل الرياضية العالمية. نعم قد لا تصيب! لكن من المؤكد أنها تثري محتوى قواعد البيانات من خلال تحليل تاريخ الفرق ونتائجها، ويمكنها كذلك الذهاب بشكل أعمق لبيانات تختص بكل لاعب وفريق، وغيرها من التفاصيل المعلنة لكل المستخدمين، ما يتيح للمستخدمين من الجماهير أو المختصين وحتى الشركات الراعية الاستفادة من البيانات وتحليلها والاستفادة منها بشكل موسع، لمعرفة أخبار وتفاصيل اللاعبين والمباريات قبل انطلاقها، ما يتيح الاستفادة والمتعة للمطلعين على هذه البيانات.

هذا المثال نقطة من فيض هائل من الطرق التي من الممكن الاستفادة منها ومن قوة قواعد البيانات التي يتم بناؤها بشكل صحيح وتحليلها وعرضها بشكل ملائم، ولنا أن نتخيل الفوائد المتعددة لقواعد البيانات عندما تكون على مستوى الدول أو المؤسسات، والطرق العديدة للاستفادة منها في إنشاء التقارير واتخاذ القرارات المناسبة المبنية عليها، ضمن بيانات واقعية ومدروسة، لا قرارات أحادية ومتسرعة، ما يقلل نسبة الخطأ ويزيد فرص النجاح.

* كاتب وخبير تقني بحريني