+A
A-

عودة مهرجان صندانس السينمائي بعد الجائحة

تحتضن جبال يوتا الاميركية المغطاة بالثلوج اعتباراً من الخميس عدداً من مخرجي الأفلام المستقلة والنجوم الهوليووديين المشاركين الدورة الجديدة من مهرجان صندانس السينمائي الأميركي التي تُعتمَد فيها الصيغة الحضورية للمرة الأولى منذ بدء الجائحة قبل ثلاث سنوات.
ويقام المهرجان الذي شارك في تأسيسه الممثل روبرت ردفورد في محطة تقع على ارتفاع 2000 متر، ويستمر إلى 29 يناير الجاري، ويشكّل منصة بالغة الأهمية لإطلاق عدد من الأفلام المستقلة والوثائقية.
وبات صندانس الذي أقيمت دورتان منه افتراضياً، آخر مهرجان سينمائي كبير يستعيد صيغته الحضورية المألوفة.
وتشارك نحو 110 أفلام في المهرجان هذه السنة، وأوضحت مديرة البرمجة كيم يوتاني أن مخرجيها "متحمسون جداً" للالتقاء مجدداً حضورياً.
وأضافت "في نهاية المطاف، هذه اللحظة التي يلتقي فيها العمل بالجمهور هي أمر نعتز به حقاً". ورأت أن "لا شيء يمكن أن يحلّ محلّ شعور المخرج بالخوف قبل عرض فيلمه، وجرّاء وجوده أمام هذا الجمهور، وتجربة مشاهدة رد الفعل على الفيلم والأسئلة والأجوبة (...)".
وتشكّل الأفلانم الوثائقية عادة حجر الزاوية في مهرجان صندانس.
ومن الأعمال التسجيلية المرتقبة هذه السنة "ديب رايزينغ" الذي يتولى دور الراوي فيه الممثل جيسون موموا، وهو يتناول بالتفصيل السباق المقلق لاستخراج الثروات المنجمية لقاع البحر، كالمعادن النادرة المفيدة لبطاريات "الثورة الخضراء".
وتتولى نجمة أميركية أخرى هي داكوتا جونسون بصوتها التعليق في شريط "ذي ديسابيرنس أوف شير هايت" الوثائقي الذي يتناول القصة المنسية لمؤلفة "هايت ريبورت" وهي دراسة رائدة عن الحياة الجنسية للنساء، بيعت منها ملايين النسخ، لكنها أثارت ردود فعل عنيفة معادية للمرأة.
أما فيلم "جودي بلوم فوريفر" فيتناول كيفية تأثير هذه الكاتبة الأميركية على جيل من الفتيات اليافعات، والهجوم الذي شنه عليها نشطاء محافظون.
وسيكون لموضوعي أوكرانيا والنساء الإيرانيات حضور بارز في المهرجان هذه السنة.
ففيلم "آيرون باترفلايز" يتمحور على تحطم رحلة الطيران الماليزي "إم إتش 17" التي أسقطها انفصاليون مدعومون من روسيا في أوكرانيا عام 2014، أما النزاع الحالي فهو موضوع "20 دايز إن ماريوبول".
ويتبع فيلم "جونام" ذو الطابع الشخصي ثلاثة أجيال من النساء من العائلة الإيرانية للمخرجة سييرا أوريك. أما الفيلمان الروائيان الطويلان "النسخة الفارسية" (The Persian Version) و "شايدا" فيستكشفان أيضاً قصص نساء في إيران ودول الانتشار الإيراني، في وقت تشهد فيه الجمهورية الإسلامية تظاهرات وتحركات احتجاجية واسعة.
ولجهة الأفلام الروائية، يركز صندانس بشكل أساسي على الأفلام المنخفضة والمتوسطة الموازنة، لكن العشرات من نجوم هوليوود سيحضرون للمشاركة في العروض الأولى لبعض الأفلام.
ويُفتتح المهرجان الخميس بفيلم "ذي بود جينيريشن" مع نجمة مسلسل "غايم أو ثرونز" إميليا كلارك والممثل تشيويتل إيجيوفور.
ومن بين الأسماء الكبيرة الأخرى، تعود الممثلة إميليا جونز أيضاً إلى المهرجان الذي شهد بروزها الأول ضمن فيلم "كودا" الحائز جائزة الأوسكار.
وتشارك جونز هذه المرة في فيلمين روائيين جديدين هما "كات بيرسون" (Cat Person)، و"فيري لاند" (Fairyland) المستوحى من أكثر الكتب مبيعاً عن أزمة الإيدز في سان فرانسيسكو.
ويراهن مخرجو ومنتجو عدد كبير من الأفلام المشاركة في هذا المهرجان على إثارة اهتمام مشترين من الاستوديوهات الأميركية الكبرى، بحيث تحظى أفلامهم بتوزيع واسع النطاق. لكنّ أمل هؤلاء قد يخيب هذه السنة، إذ إن الاستديوهات العملاقة على غرار "نتفليكس" و"وارنر براذرز" لجأت راهناً إلى خفض موازناتها والحد من نفقاتها، بعدما استثمرت بمبالغ كبيرة لتوفير برامج قوية وخيارات واسعة لمشتركيها.
في هذا السياق، يمكن للمخرجين أن يصبحوا مرة أخرى النجوم الحقيقيين للحدث. ويقدّم كثر منهم أول فيلم روائي طويل لهم بعدما سبق لهم أن شاركوا في المهرجان ولكن بأعمال قصيرة.
وقالت مديرة المهرجان جوانا فيسينتي "يسعدنا أن نقدم هذا العدد الكبير من المخرجين الجدد".