لسنا من دعاة التعميم، فهناك من يستحق التحية والثناء، أحياناً يتساوى الصمت مع السكوت، وقد يكون السكوت أفضل!

سأحكي لكم قصة ويقيناً مغزاها “يدل دربه”، قيل إن الإمام الشافعي رحمه الله فوجئ بقدوم شخص غريب على مجلسهم، عليه سمات الوقار والوجاهة والهيبة، فاعتقد الجميع أن هذا الشخص من العلماء فتحرك كل من في الحلقة العلمية احتراماً له، وكان الإمام الشافعي من عادته أن يمد قدميه وهو يلقي دروسه لأنه يشكو من مرض فلا يقوى معه على ثني قدميه، لكن رد قدميه احتراماً لهذا الرجل، ثم استرسل في الدرس وكان موضوع الدرس عن وقت الصيام وأنه من أذان الفجر إلى غروب الشمس، فخطر ببال الإمام الشافعي أن يرى من علم هذا الشيخ فسأله إن كانت لديه أية مسألة عن الصيام، فقال الشيخ: وإذا لم تغب الشمس فمتى نفطر يا شيخنا؟ فقال الشافعي: “آن للشافعي أن يمد قدميه”. رحل الإمام الشافعي وقبله رحلت أمم سابقة، ومنهم من دفن في مقابر عالي، ولعلهم يستيقظون يوماً ليجدوا جسورا وفنادق تعلو قبورهم.

نحن الآن في أول الطريق وبعض السادة النواب غاية ما أتوا به قصص أصبحت مادة للتندر، فماذا يخبئون لنا في ما تبقى من السنوات الأربع؟!.

* كاتبة بحرينية