العدد 5218
الجمعة 27 يناير 2023
banner
المسرح فلسفة وسلوك
الجمعة 27 يناير 2023

الأدب يطرح القضايا بخلفياتها ليبين آثارها، ثم يترك الاستنتاج للقارئ، لكن للمسرح رؤية خاصة في تناول القضايا التي اعتادت عليها البشرية منذ المسرح اليوناني القديم، المسرح فلسفة وسلوك واتجاه غير تقليدي حتى أنهم أطلقوا عليه “التغييري” و”الانقلابي”.


فللمسرح دور كبير في عملية بناء المجتمع الذي نعيش فيه لا يقل في أثره عن أية وسيلة بناء أخرى، فيه نجد مواطنا مؤمنا بوطنه والقيم الإنسانية، مشاركا مشاركة فعالة في بناء مجتمعه، فاهما مشاكله وعارفا عيوبه ومقدرا ظروفه، وذلك عن طريق ما يقدمه من مسرحيات لها مغزى وأثر، وقد عرف أرسطو المسرحية بأنها القصة المسرحية ذات الهدف، تعرض على المسرح، ذلك المكان الذي له رسالة يؤديها عن طريق عرض مسرحيات لها أهداف اجتماعية، وهذه الأهداف هي التي تؤثر في المتفرج فيعيش في جو أحداثها ويخرج بنتيجة مرضية.


هذه هي رسالة المسرح.. تتلخص في عرض مسرحيات لها هدف وتستطيع أن تستولي بحركتها على حاسة البصر وحاسة السمع عند المتفرج، ثم هناك الأثر النفسي عند المتفرج فيشعر بمدى تأثير المسرحية على كيانه الداخلي، ويشعر كذلك بأنه استفاد شيئا كان بحاجة إليه ووجده عن طريق حركات ديناميكية قام بها أفراد أمام ناظريه لا في صورة وعظ أو خطبة ولا عن طريق قراءة الكتب والمجلات. ومادامت هذه رسالة المسرح، توجيه وتثقيف وخلق المواطن، فيجب أن يتوفر له كتاب وفنيون يؤمنون بالمجتمع والإنسانية ويقدمون إنتاجا يعيش مع أحداثنا ومع اتجاهات المجتمع، وكذلك مع اتجاهات كل ما يدور حولنا، فيشعر المتفرج أن المشكلة التي تعرض مشكلته هو، وأن هذه الحلول الطيبة التي وضعها المؤلف خير علاج لمشكلته.


وقد قال أحد المشرفين على شؤون المسرح: أي بناء مسرحي في أي مجتمع يتطلب معطيات ضرورية لا تخرج عن ثلاثة.. أولا الجمهور الواعي، ثانيا التأليف المسرحي، ثالثا التفكير والحس المسرحي.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية