دعمت القوى العظمى ومكنت نظام الخميني من الاستيلاء على السلطة، لكي يكون خنجرا بخاصرة الأمة العربية، وقد استغلت إيران نجاحها وحاولت الخروج من عباءة الاتفاق غير المباشر مع الدول الغربية وهو العبث بالأمن العربي وإشغاله بالحروب والأزمات والصراعات وإبقاؤه محتاجا للحماية من قبل الدول الغربية، وذلك من خلال احتلال غزة عن طريق ابنتها حماس وأحلامها باحتلال فلسطين بالكامل تحت حجة المقاومة، بعد احتلالها العراق وجنوب لبنان واليمن طبعا، كذلك تمادت أو لنقل تخوفت إسرائيل من سيطرة طهران على سوريا بشكل كامل وبالتالي محاولة طهران الدخول للجولان المحتلة، ما يشكل خرقا للاتفاق غير المعلن وهو الإضرار فقط بالأمن العربي وعدم الاقتراب من إسرائيل.

لكن بعد الثورة العربية التي قادتها الرياض والقاهرة وأبوظبي وأطاحت بمؤامرة الربيع العربي وأسقطت الإخوان وقلمت أظافر الهلال الشعوبي التركي والإيراني بالمنطقة العربية، وواجهت وتحدت مواقف واشنطن ولندن وبروكسل، بل ووسعت تحالف العرب مع روسيا والصين، جاء الخلاف الغربي مع إيران بخصوص توقيع اتفاق نووي ليقلب الطاولة على رؤوس الغربيين، فإيران أحست أن دورها بالمنطقة العربية اقتربت نهايته، والغرب وبعد الثورة العربية، وهي الثورة العربية الثانية بعد الثورة العربية الأولى ضد الاحتلال العثماني، أحس أن دوره بالمنطقة العربية تقلص بعد التحالفات العربية مع موسكو وبكين وسيتقلص دوره بشكل كبير في ظل محاولات إقامة سلام بين إسرائيل والعرب، وعليه فإنه يريد إيقاف دعمه طهران وإجبارها على توقيع اتفاق نووي حتى لا تتمادى وتصل إلى النادي النووي بعد أن أحس أن لا فائدة الآن من استخدام طهران للعبث بالأمة، خصوصا بعد التحالف الثلاثي الإيراني الصيني الروسي وتدخل مسيرات إيران بالحرب ضد أوكرانيا.

لهذا، وبعد أن فشل الغرب في مبتغاه في استمرار استخدام إيران ضد الأمن العربي، نرى الآن أوروبا وواشنطن ولندن تتدخل وتدعم الاحتجاجات والمظاهرات الإيرانية وتوقع العقوبات وتصنف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية في سبيل تهديد وابتزاز إيران للتوقيع على الاتفاق النووي أو إسقاط النظام الذي مكنوه من الحكم لتحقيق مصلحتهم لتقطيع أوصال الأمة العربية.

*كاتب سعودي