العدد 5222
الثلاثاء 31 يناير 2023
banner
الباحثون عن الكاريزما بالمداخلات الساذجة في البرلمان
الثلاثاء 31 يناير 2023

يبدو أن حاضر مجلس النواب الحالي امتداد للماضي، ونتاج تطور عوامله وتراكم تجاربه، مع بروز حوافز إحباط الشارع منذ البداية، ومن شهد جلسات المجلس الأخيرة واستمع إلى مداخلات وتعليقات وأسئلة بعض النواب، لن يستغرق كثيرا من الجهد وتنوع القوة في الاقتراب من المشكلة والوضع الذي يعاني منه بعض النواب، في الثقافة عموما والتوجهات والاختيارات وطرحها وتداولها.
حين يدخل أي نائب في مناظرة مع وزير أو مسؤول في البرلمان، يفترض أن يكون عنده اهتمام عميق وشامل بالقضية المطروحة، مع ضرورة تحديد الأهداف وطنيا، لا أن يتحدث هكذا في الهواء عن تتبع ومراقبة وتسجيل النقائص والثغرات، فوزير العمل جميل حميدان أصبح ملزما بأن يعيد ويكرر نفس إجابته فيما يتعلق بالخطة الوطنية للتوظيف، ويوزع نسخا منها. لقد أصبح أعانه الله ضمن سلسلة من الأسئلة التقليدية الأسبوعية، بل ومضطرا لمواجهة رؤية غير منسجمة وغير احترافية في المحتوى والتكوين من قبل عدد من النواب الذين يغلب عليهم طابع البحث عن الاهتمام والإطراء من الناس بشكل فوق المعتاد.
وبعضهم يطرح مداخلات ورؤى ساذجة لا يمكن أن يكون لها موقع في جلسة برلمان، ولا نريد استعراض تلك المداخلات، فالجميع استمع إليها شعارا وإيعازا، ورغم الانتقادات مازال بعض النواب يؤمنون بقيمة نماذج الجودة والفعالية التي تصاغ بطريقة علمية حسب ما يتوهمون ويدعون. مازالوا يتبنون طريقة قائمة على أهداف واضحة وأساليب عمل مكشوفة، تجعلهم – حسب اعتقادهم - فاعلين في المجلس وأصحاب تدخل كاريزماتي.
لقد شبع المواطن من مجانية الخطابات التبريرية الانفعالية الفارغة في البرلمان، والشعارات التي لا تستجيب لها حركة الواقع والمناقشات الفاضية التي لا أساس لها، ومع كامل الأسف جل ما نراه جوهريا في حديث بعض النواب خصوصا الجدد، يتعارض إلى حد كبير مع ما كانوا يقولونه أيام الانتخابات.
لقد صدق من قال إن العمل البرلماني علم له قوانينه ومحيط ثقافي متنور وغايات مرسومة وطرائق تدريس.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .