العدد 5223
الأربعاء 01 فبراير 2023
banner
فضاءات لغوية رضي السماك
رضي السماك
العربية ومستقبل الإعراب
الأربعاء 01 فبراير 2023


نوهنا في ختام مقالنا  السابق، بأننا سنتناول في هذا المقال كتاب الناقدة الأدبيةواُستاذة الأدب الإنجليزي المصرية الراحلة رضوى عاشور"الحداثة الممكنة.. الشدياقوالساق على الساق الرواية الأولى في الأدب العربي الحديث"، كما نوهنا أيضاً بأنهستكون لنا صولات وجولات مع  الاُستاذ اللغوي الفلسطيني عارف حجاوي، ولكن بالنظرلما لقضيتي الإعراب وتطوير المعاجم العربية من أهمية  قصوى في تطور لغتناالعربية،سبق أن تناولنها في مقالات سابقة، فقد آثرنا أن نخصص هذا المقال لمواقفحجاوي من الإعراب ومن المعاجم العربية الحالية.                 
يبدي حجاوي تفاؤله بأن الإعراب في الفصحى العربية في طريقه للزوال تدريجيا،باعتباره واحداً من معوقات تطورها، واستشهد باللغة الإنجليزية التي تمكنت منالتخلص منه دون أن تخسر في المعنى.
 أما  عن المعجم العربي فهو يبدي أيضاً تفاؤله بأنه لن يعيش أكثر من خمس سنوات،ويجب أن يُراجع ويُكتب مرة أخرى، ذلك أن طبعاته لم تتبدل. وهو إذ يبدي إعجابه الشديدبمعجم بطرس البستاني، يأخذ على معجم لويس معلوف عدم أمانته العلمية وتحكمالنزعة الطائفية فيه عند اختياره الألفاظ ذات الدلالات الإسلامية، على عكس البستانيصاحب معجم" محيط المحيط" الأكثر توخياً للموضوعية وللأمانة العلمية، فهو يعنيبتناول المفردات ذات الأصل الإسلامي ويُسهب في شرحها، وقد سبق منجد معلوفبأربعين سنة،هذا مع أنه  لا يقل مسيحية عن مسيحية الأول في اعتزازه بها، وهو يُسهببآلاف الاستشهادات من الشعر والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، لا بل أن حجاوييرجح بأنه حفظ القرآن. ويصفه أيضاً بأنه يُحب اللغة العربية حُباً جماً، كما يصفه بأنهعالم خطير في الصرف .  
ومن الواضح مما تقدم أن حجاوي هو من المجددين اللغويين، لكن وبطبيعة إذ سبقه فيذلك علماء إصلاحيون مجددون، نذكر منهم بوجه خاص  العلامة اللغوي اللبناني إميل يعقوب، والمفكر والباحث اللغوي الراحل هادي العلوي، وغيرهم، لكن لا نعرف كيف تنبأ حجاوي  بأن المعجم الحالي لن يعيش أكثر خمس سنوات! كما لا نعلم عما إذا حجاوي قد اطّلع على كتب يعقوب في قضايا الإصلاح اللغوي وهي عديدة، وكذلك محاولات العلوي الإصلاحية .

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية