العدد 5225
الجمعة 03 فبراير 2023
banner
جريمة لا تغتفر
الجمعة 03 فبراير 2023

لم أكد أصدق ما تناقلته الصحف المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي عن تلك الواقعة التي هزت الشارع السعودي، والتي تتعلق بالمواطنة التي تعمل في قسم حضانة الأطفال حديثي الولادة والاعتداء على 11 طفلًا من الرضع! وحسب مصدر مسؤول في النيابة العامة أعلنت عقوبة قاسية تشمل السجن 5 سنوات وغرامة 27 ألف دولار.
نيابة الادعاء العام قامت باستئناف الحكم وطالبت بتشديد العقوبة على المتهمة بسبب شناعة جنايتها بحق الرضع مسلوبي الإرادة، وكون ما أقدمت عليه خيانة لأنها مؤتمنة عليهم وعلى أرواحهم وصحتهم بحكم مهماتها الوظيفية. لا شك أن خبرا مثل هذا لم يهز الشارع السعودي فحسب، بل العالم كله، تصوروا حجم هذه الجريمة النكراء، وكيف سمح لها قلبها القاسي ولم يوقفها إيمانها ودينها عن الإقدام على هذا العمل البشع.. تصوروا معي كيف يكون حال الوالدين وهما يتلقيان هذا الخبر، حيث إن الأطفال حديثي الولادة معرضون بسهولة لعاهات مستدامة بسبب ضعف أبدانهم وهشاشة عظامهم، وبصراحة شديدة اقشعر بدني وأنا أقرأ الخبر وأكاد لا أصدق! فهذه الحالات أعتبرها شاذة ودخيلة على مجتمعاتنا، والحق يقال إن الممرضين ذكورا وإناثًا يقومون بجهود كبيرة واستثنائية في عملهم، لذا أطلقت عليهم صفة “ملائكة الرحمة”.
فالتمريض من أسمى المهن على الإطلاق، ومن المهن القديمة في التاريخ، إذ مارست النساء مهنة التمريض منذ زمنٍ بعيد نظرًا للحاجة إلى الاعتناء بالمرضى وتقديم الرعاية لهم، وقد برزت هذه المهنة أيضًا في التاريخ الإسلامي بشكلٍ كبير، حيث كانت المسلمات يُرافقن الجنود إلى الحرب للاعتناء بالجرحى وتقديم الرعاية التمريضية لهم، وقد تطوّرت مهنة التمريض عبر الزمن حتى وصلت إلى وضعها الحالي اليوم، وأصبحت من أكثر المهن انتشارًا، وهي مهنة إنسانية تحتاج إلى القدرة الكبيرة والمهارة العالية، والرغبة الحقيقية في مساعدة المرضى دون كللٍ أو ملل.
أتمنى أن يتحقق طلب نيابة الادعاء العام، وأن يتم تشديد العقوبة على الممرضة لتمثل درسًا قاسيًا لكل من تسول له نفسه العبث بأرواح أطفالنا فلذات أكبادنا. وحسبي الله ونعم الوكيل.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .