العدد 5228
الإثنين 06 فبراير 2023
banner
الاقتصاد الإبداعي.. ومجالات التعاون السعودي البحريني
الإثنين 06 فبراير 2023


في القطاع الاقتصادي، يعتمد متخذو القرار على 4 مفاهيم رئيسة وهي: الندرة، العرض والطلب، التكاليف والفوائد والحوافز.
وتماشيًا مع تلك المفاهيم، يأتي تعريف “الاقتصاد الإبداعي”، وهو اقتصاد غير نفطي يمتاز بسرعة النمو والتحول في العديد من المجالات، كالمجال الثقافي والعلمي والتكنولوجي والسياحي والزراعي، كما يشتمل على الخدمات والسلع والصناعات التي تعتمد على الإبداع والفكر والابتكار في مجالات التراث، ووسائل الإعلام، وحقوق الملكية الفكرية، والتصميم، والمتاحف، والتصوير والفنون، وكذلك الصناعات الغذائية والإبداعات الوظيفية ومهارات ريادة الأعمال.
بمعنى آخر.. الاقتصاد الإبداعي هو عندما تتحول أفكار المبدعين إلى مشاريع تُنفذ على أرض الواقع وبالتالي تتحول إلى أموال وعوائد اقتصادية.
كما أن الاقتصاد الإبداعي هو ثروة تنشدها دول العالم وتعمل على استثمارها، وذلك لدور الاقتصاد الابداعي بالمساهمة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي والمشروعات وجذب المستثمرين المحليين والدوليين وزيادة رؤوس الأموال وتوفير فرص عمل جديدة للشباب والشابات، ما يدعم الاستدامة الاقتصادية.
وفي أحد التقارير الصادرة من “إيرنست آند يونغ” للأبحاث، تم التوقع أن يصل سوق الصناعات الثقافية والإبداعية العالمي إلى أكثر من تريلوني دولار، مما يوفر أكثر من 29.5 مليون وظيفة عالميًا. وفي منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، من المتوقع أن يبلغ سوق الصناعات الثقافية والإبداعية نحو 58 مليار دولار، مما يوفر نحو 2.4 مليون وظيفة وهو ما يعادل نحو 1.1 من الناتج المحلي الإجمالي.
ولتعزيز الاقتصاد الإبداعي، فإن أحد مجالات التعاون السعودي البحريني هو القطاع السياحي وزيادة الاستثمارات فيه، وسوف استعرض هذا القطاع ببعض التفاصيل في هذا المقال..
منذ أسابيع قليلة، ذكرت وزارة السياحة البحرينية أنه تم الاتفاق بين السعودية والبحرين على دعم مبدأ وجهة سياحية واحدة للمملكتين، وبالتالي، التوقيع مع المكاتب السياحية الإقليمية والدولية في إطار الجذب السياحي لهما كوجهة واحدة، ما يزيد من الازدهار والعوائد الاقتصادية للمملكتين في القطاع السياحي.
وقد عادت السياحة في السعودية والبحرين إلى الارتفاع من جديد بعد الانخفاض الذي شهدته صناعة السياحة العالمية في العام 2020، كما تم تحقيق العديد من التسهيلات في إجراءات السفر للسياح. وعلى سبيل المثال، أصبح بإمكان الحاصلين على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة المتحدة أو التأشيرة الأوروبية “الشينغن” الدخول إلى المملكة العربية السعودية والحصول على تأشيرة الزيارة عن طريق المطارات والمنافذ الأخرى فقط. ويأتي ذلك إكمالًا للإجراءات التسهيلية الأخرى مثل إطلاق التأشيرة السياحية، وفتح السعودية أبوابها لدول العالم للقدوم إلى أراضيها والتمتع بالوجهات السياحية المتعددة في أنحائها، والتعرف على المشاريع الابتكارية الضخمة والجديدة في السعودية لتشجيع الاستثمارات الأجنبية، والتثقيف بتراثها وهويتها.
وفي مملكة البحرين، تم تنفيذ العديد من المبادرات لجذب المزيد من السياح والمستثمرين، فقد تم تطوير المنافذ الاستراتيجية مثل جسر الملك فهد، ومطار البحرين الدولي، وميناء خليفة بن سلمان، إضافة إلى تطوير المرافق البحرية بها. وكأحد الأفكار الابتكارية، تم الترويج عالميًا للبحرين كوجهة مميزة لحفلات الزفاف في إطار المشروع السياحي “فرحتكم في البحرين”، إذ يتم العمل على استقطاب المزيد من حفلات الزفاف من مختلف الدول والقارات كآسيا وأوروبا وإفريقيا والأميركيتين وأستراليا، سواء لمواطني تلك الدول أو الجاليات المقيمة فيها، بما يسهم في تعزيز مكانة مملكة البحرين كوجهة سياحية مثالية لاستضافة الأعراس والاحتفالات، وكذلك للتعرف على البحرين كوجهة سياحية رائدة وجاذبة للاستثمارات الأجنبية.
ومن هذا المنطلق، يتوقع الخبراء مساهمة السياحة في الشرق الأوسط بنحو 133.6 مليار دولار أميركي في الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية العام 2028.
* كاتبة اقتصادية ومستشارة تقنية سعودية
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية