العدد 5229
الثلاثاء 07 فبراير 2023
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
السهم الفاقع
الثلاثاء 07 فبراير 2023

حديثنا اليوم له صلة كبيرة بكل من يغلف رغباته وتطلعاته وآماله ويخفيها في صندوق مغلق في أحد جوانب عقله أو قلبه خوفًا من الكشف عنها أمام الآخرين، ربما لكي لا يقلدونه في أفكاره، أو يسبقونه في تنفيذها، ما يجعله في صدارة من يمنع نفسه من تحقيق ما تريد، بسبب هذا وذاك، وهذا ما يؤثر فعليًا على دافعية الشخص وإنتاجيته في مختلف عطاءات حياته، وبالذات على نوعية العلاقات التي تنجح معه استنادًا إلى طبيعة الشخصيات التي تتقبل التعامل مع هذا النوع من الأشخاص.
لذلك فإنني عندما اقتربت من هذا التصور وجدت العديد من التضاربات التي تحيط بهذه الشخصيات، والأمر هنا قد لا يبدو واضحًا لدى الجميع فتتقلب الأمور والأحوال والعلاقات، ولكي تتضح الصورة أفضل، ماذا لو تخيلنا أنفسنا كتلك الشخصيات؟ ماذا سنفعل؟ أعلم أن الأمر قد يسير لدى البعض في عدة اتجاهات وقد تكون له أبعاد كثيرة، وتتعقد الأمور. بشكل عام سأتعامل مع هذه الأمور بكل بساطة وتبسيط، سأصنع سهمًا كذاك "السهم الورقي" الذي تعلمناه صغارًا، سأتعلم من جديد طريقة التوجيه والتصويب.. علني أتقن التدرب على السرعة والدقة مرة أخرى.. سأعمل على تلوين ذلك السهم بلون مختلف مقارنة بباقي الأسهم التي سأصنعها لعمل زوبعة فنية من الألوان المختلفة في عيون من يراقب الأمر، وهو نوع يقترب من لعبة "من دودهه من طقه"، وهذا يتطلب فن التعامل مع الناس لأن لكل شخص ألوانه المفضلة.
أعزائي القراء، بعد رحلة ليست قصيرة في تطبيق قاعدة "اصنع نفسك بحب" لم أجد أروع من تلك الخطوات التي بإمكانها أن تصنع الفارق، معها لن يحتاج أي شخص لأن يكتم أو يخفي أمرًا يمنحه الرضا والقناعة والسعادة مهما تعرض للخوف والتردد، لأنه سيعتاد على تنقية محيطه من الشوائب التي تعيق التقدم والإنجاز، وبالتالي سيبقى مرحبًا مستقبلاً لأروع استهلالات الراحة والمصالحة مع الذات، والتي ستمكنه من نشر ذبذبات التوافق مع الآخرين، وبهذا تكتمل الصورة الحقيقية لتطلعات أية شخصية تؤمن بأهمية تحديد ما تريده وتسعى وفق المعطيات لتحقيقه بالانسجام الداخلي والمشاركة الخارجية حتى تكتمل الصورة.
نعم هذا هو المطلوب، أعزائي القراء لنلعب سويًا لعبة الأسهم الطيارة.. طالما أننا نتقن صناعتها، لنكتب جملة الأماني والآمال عليها، ولكل منا احترافيته في التلوين.. ونطلقها لتعلو في الهواء كأنها أرواح تحمل سرا ما.. ربما سلام وهدوء وطمأنينة.
كاتبة بحرينية

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .