العدد 5230
الأربعاء 08 فبراير 2023
banner
دردشة جي بي تي - ما الذي يتحدث عنه الجميع مؤخرا؟
الأربعاء 08 فبراير 2023

في السنوات الأخيرة شهدنا تحولات كثيرة في مجال التكنولوجيا، قد يكون أحدثها دردشة “جي بي تي” التي أطلقتها “أوبن ايه آي”، مؤخرا وأصبحت بلا شك حديث الصحف والنشرات والمنتديات الاقتصادية حول العالم. فما هذه التقنية التي قال عنها إيلون ماسك إنها “جيدة بشكل مخيف”، وهل ستغير حياتنا بشكل عام وبالأخص في القطاع التعليمي وسوق العمل؟
دردشة جي بي تي Chat GPT هي خدمة تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي أطلقتها شركة “أوبن ايه آي Open AI “ في الثلاثين من نوفمبر للعام الماضي وهي متاحة بشكل مجاني للعامة.
تعتمد هذه التقنية على تجميع وتحليل نصوص الكتب والمقالات وغيرها من المعلومات المتاحة على الإنترنت ثم تقوم بناءً على الطلب بتقديم محتوى يرتقي إلى مستوى الأبحاث الجامعية والمقالات الصحافية بالإضافة القدرة على فهم لغات البرمجة والقدرة على بناء شفرات برمجية معقدة.
شغلت هذه التقنية كبريات الصحف والنشرات كفوربز ونيويورك تايمز وغيرها. كما وتم التطرق لها في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في دافوس مؤخرا، حيث أثارت تساؤلات عدة بخصوص التأثيرات المحتملة كإحلال الروبوتات مكان البشر وما قد يتبعه من التعطل في العديد من الوظائف. وكذلك بخصوص حقوق الملكية الفكرية وضوابط السرقة الأدبية التي تتبعها المؤسسات الأكاديمية اليوم. 
ولكن تجدر الإشارة إلى أن التقنية لا تزال تواجه تحديات عدة، ففي حين أن المستخدمين انبهروا بالإجابات في كثير من الأحيان، إلا بعضهم أصيب بخيبة أمل من مستوى جودة الأجوبة في أحيان أخرى. 
ومن جهة أخرى، فإن الشركة توظف تقنية Moderation API؛ للحد من خطابات الكراهية والعنصرية والانحياز والمحتوى غير اللائق، وهو التحدي الذي واجهته تطبيقات الشات بوت السابقة. ولكن شركة “أوبن ايه آي” نوهت بأن التعديلات القائمة على الذكاء الاصطناعي AI-based moderation مازالت تواجه بعض الصعوبات ولم تصل إلى الإتقان. 
في رأيي أن هذه التقنية ستلعب دورا داعما للعاملين في مجال الصحافة وصناعة المحتوى والتسويق بالإضافة إلى البرمجيات وغيرها من المجالات، ولكنها لن تقوم بإحلال مكان الموظفين الذين سيستمرون بتحمل مسؤولية الفكر التحليلي وصنع القرار. ولكن بالرغم من ذلك، فمن المنطقي أن تنظر المؤسسات الأكاديمية في سياساتها والأنماط التعليمية التي تتبعها لتجيب عن التساؤل الأهم، هل تواكب العملية التعليمية التقليدية الحاجات الحديثة؟

 

المدير المساعد – العلاقات العامة والإتصال المؤسسي، بنفت

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية