العدد 5231
الخميس 09 فبراير 2023
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
منطاد بكين
الخميس 09 فبراير 2023

انتهت أزمة المنطاد الصيني الذي حلق فوق كندا والولايات المتحدة، وبتحليل التصريحات الإعلامية الأولية لكل من واشنطن وبكين بخصوص هذا المنطاد، نستنتج أن هناك سيناريوهين لا ثالث لهما، السيناريو الأول هو أن الصين فقدت السيطرة فعليا على المنطاد ودخل الأجواء الأميركية بسبب عدم التحكم فيه. ويعزز هذا السيناريو ما حدث قبل أشهر حينما فقدت بكين السيطرة والتحكم بأحد أقمارها الاصطناعية الذي دار حول الكرة الأرضية عدة مرات وبسرعة فائقة، ما سبب هلعا كبيرا لدى العالم، أما السيناريو الثاني فهو أن بكين أرسلت هذا المنطاد بشكل واضح ومتعمد وأرادت - لا نقول التجسس على المنشآت النووية والعسكرية الأميركية بحد ذاته بل إرسال رسالة قوية لواشنطن بأنها قادرة على التواجد بالأجواء الأميركية، وهذا السيناريو بحد ذاته يعتبر نكسة لإدارة بايدن، بل نكسة أيضا للبنتاغون الذي لم يستطع رصد هذا المنطاد إلا بعد أن تم الإبلاغ عنه من قبل طائرة مدنية، إن صحت هذه الادعاءات الإعلامية، لهذا يصعب التكهن الآن بالسيناريو الحقيقي لقضية هذا المنطاد، ونحن كمحللين دائما نتريث بالحكم على الأمور كون التصريحات السياسية قد تكون أحيانا مجرد مناورات أو ابتزازات سياسية.
لكن لو افترضنا أن الصين أرسلت فعليا هذا المنطاد فهي تعتبر رسالة شديدة اللهجة لواشنطن بأن بكين قادرة على التحليق بالأجواء الأميركية ردا على التواجد الأميركي في مضيق تايوان وبحر الصين، وكذلك ردا على المناورات الأميركية مع حلفائها اليابان وكوريا والفلبين وتايوان، لكن في السيناريوهين، تعمد بكين أو فقدانها السيطرة على المنطاد، فإن ذلك يعتبر نكسة لواشنطن كونها لم ترصد المنطاد إلا بعد تحليقه بالأجواء الأميركية.
لهذا فإن ذلك الأمر لن يؤثر مطلقا على العلاقات بين البلدين بشكل قد يدعو للقول إن التصادم العسكري أو ما شابه ذلك قادم بسبب هذا المنطاد. فالبلدان تراشقا واتهما بعضهما البعض كما حدث خلال زيارة رئيس مجلس النواب سابقا نانسي بيلوسي، حيث هددا بعضهما إعلاميا وبحشد البوارج والفرقاطات الصينية وتهديد بايدن للصين، وبالنهاية انتهت هذه التصريحات إلى أرشيف الصحف والمواقع الإخبارية.
كاتب سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .