أمامنا على الشاشة مقترحات نيابية عشوائية متسرعة، كونها لا تقوم على بحث أو دراسة، ونسبيا تعتبر كثيرة ولا تتماشى مع عمر المجلس الحالي، منها الاقتراح برغبة بصفة الاستعجال الذي وافق عليه مجلس النواب حديثا بتطبيق الدراسة عن بعد خلال شهر رمضان المبارك في جميع مدارس البحرين.
هذا المقترح رغم أنه أخذ حيزا كبيرا في حديث أولياء الأمور، إلا أن وزارة التربية والتعليم أوضحت أنه لم يصدر عنها أي قرار يتعلق بالانتقال إلى نظام التعلم عن بعد خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدة أن نظام الحضور الفعلي مستمر. نحن في المملكة مررنا أثناء فترة الجائحة بتجربة واقعية مع هذا النوع الجديد من التعليم الإلكتروني الذي يعد حديث العهد، وقد نجحت وزارة التربية والتعليم إلى حد ما في اجتياز هذه التجربة التعليمية رغم الظروف الصحية الصعبة في تلك الفترة، لذا فإن كل تجربة مستحدثة لها من السلبيات والإيجابيات، وهناك المعارض لها والموافق عليها، وهذا أمر طبيعي يعتمد على ظروف كل أسرة وكل بلد.
هنا سوف نتحدث عن بعض السلبيات والعقبات التي واجهت عددا من الأسر، فهناك أمهات وآباء ليس لديهم متسع من الوقت كي يتفرغوا للجلوس أمام الحواسيب لفترات طويلة لمتابعة دروس أبنائهم سواء كانوا من الموظفين أو حتى ربات البيوت اللاتي ليست لديهن في المنزل عاملات للمساعدة في شؤون البيت، أيضا لا يغيب عن البال أن بيننا أسرا بحرينية تجد صعوبة في التكيف مع هذا النوع من التعليم، علاوة على ذلك هناك أمور يجب الانتباه لها وعدم إهمالها مثل حالات الغش وعدم الالتزام والتقيد بالأوقات المحددة، ما يقلل جودة التعليم للطلبة وهذا هو الأهم في الموضوع.
نترك التعليم جانبا ونوجه رسالة لجميع النواب بخصوص مقترحاتهم، وبالذات تلك التي تأخذ صفة الاستعجال، المطلوب التدقيق على مدى قانونية ودستورية وواقعية المقترحات، بحيث تكون قابلة للتنفيذ أو على الأقل من الممكن النقاش حولها، أما الأخرى التي تأخذ صفة “مقترحات الهاياهوي، والدبجة دبجة، خلوها لكم، شبعنه منها ورتوينه” فهي مضيعة للوقت ولا يحتاجها المواطن. وعساكم عالقوة.
* كاتب بحريني