+A
A-

تشكيليون يتحدثون لـ"البلاد" عن: أسباب عزلة الفن التشكيلي عن المجتمع وتأثيره في الواقع


هل يمكننا القول إن الفن التشكيلي ليس له أي دور مؤثر على الواقع نتيجة لصيغ معينة من التعبير الفني ترتبط بجهود محدودة وبنخبة من المتذوقين، وبأنه لا يستطيع أن يقوم بدور اجتماعي وأيديولوجي؟ بمعنى أن طبيعة الفن التشكيلي طبيعة محدودة التأثير الاجتماعي والسياسي، ولهذا دائما ما نراه في عزلة عن الواقع.
" البلاد" طرحت هذا السؤال على عدد من ضيوف الملتقى الخليجي الدولي للفنون الذي نظمته جمعية البحرين للفن المعاصر وكانت الإجابات:

" عزلة الفن التشكيلي في المجتمعات مسألة نسبية"
يرى الفنان المصري أسامة السروي أن عزلة الفن التشكيلي في المجتمعات مسألة نسبية، فهناك بعض المجتمعات يقوم فيها الفن التشكيلي بدور كبير ومؤثر في شتى مناحى الحياة ومنها بكل تأكيد المعمار وفي بناء المدن وغيرها.
وأضاف:
سأتحدث عن القاهرة على سبيل المثال.. هناك تماثيل موجودة في مختلف شوارع القاهرة أصبحت جزءا من حياة الناس، سألتقيك عند تمثال عمر مكرم على سبيل المثال، أي أصبحت مثل الدليل الارشادي عند الناس، وهناك تماثيل أخرى لشخصيات وأعلام غربية شهيرة موجودة في مصر مثل تمثال سيمون بوليفار محرر أميركا اللاتينية وهكذا.
لذلك نرى أن تأثير الفن التشكيلي والنحت بالتحديد على المجتمع تأثير واضح، وما بالنا أيضا بالتشكيل واللوحات وارتياد المعارض والمتاحف التي تنمى الذائقة لدى الإنسان. وان كانت هناك عزلة فهي تعود بالدرجة الأولى الى الإنسان والمتلقى ذاته، فهناك فئة من الناس لا تعرف غير الأكل والشرب والنوم، وتكتفي بالفن الذي يدخل إلى بيوتها من التلفزيون والفضائيات، ولا تسعى من تلقاء نفسها بالاطلاع على الثقافات المختلفة، وهذا السعي هو ما نطلق عليه بالوعي

لم يعد الفن التشكيلي للنخبة"
بينما قال الفنان البحريني عباس يوسف... 
في يوم ما كان الفن التشكيلي للنخبة، اما اليوم فالأمر اختلف كليا، ولم يعد للنخبة بوجود التطور ووسائل التواصل الاجتماعي وتطور التعليم ووجود الكليات والمعاهد، وانفتاح الناس على الثقافات المختلفة، بحيث أصبحنا في قرية كونية. وهذا انعكس على الحراك التشكيلي فازداد من يمارس هذا الفن وازداد عدد زوار المعارض، وأود أن أشير أيضا الى جانب مهم جدا والمتمثل في وجود الجمعيات مثل جمعية البحرين للفن المعاصر، وجمعية البحرين للفنون التشكيلية والجالريهات الخاصة، والفعاليات التي تقدمها هيئة البحرين للثقافة، وكل هذه عناصر ساهمت في ردم الهوة التي كانت موجودة في السابق، ولا ننسى أيضا دور الصحافة خاصة جريدة "البلاد" التي تميزت وانفردت خلال السنوات الماضية بنشر الوعي بأهمية الثقافة والفنون عامة وحضورها في المجتمع.

"عزلة الفن التشكيلي سببه واقع التعليم"
أما الفنان العماني سعيد العلوي فأوضح من جانبه أن عزلة الفن التشكيلي عن واقعنا، يعود إلى واقع التعليم في دولنا، بحيث نفتقد إلى الربط بين الفنون التشكيلية وبين حياتنا العامة والى تسليط الضوء على التذوق الفني في المدارس وإظهاره بالشكل المطلوب، وبالتالي تحسين التذوق في كل مناحي الحياة. في اختيار المنزل، واختيار الملبس وغيرها.
وأضاف العلوي... دعني اطرح سؤالا بسيطا.. كل واحد منا يبحث عن لون معين لغرفته وأثاث معين وتحف يميل إليها، وهذا كله يعود في المقام الأول إلى عملية الذائقة، وهذه المسألة نفتقدها في المدارس؛ ولهذا يشب الجيل على هوة عميقة بينه وبين الفن والذوق والألوان والمساحات، معتقدين أن التلقين الاعتيادي والرسم لمجرد الرسم وقضاء الوقت سيعود بالنفع وسيؤدي الغرض.. بالتأكيد لا 
يفترض من مجتمعاتنا أن تربط حياة الطالب ومنذ التأسيس بالفنون التشكيلية وأهميتها إذا كنا نريد لهذا الفن التأثير في واقعنا..