+A
A-

اقتراب رولز-رويس سبيكتر من اجتياز مليونَي كيلومتر

"أصبحت سبيكتر قبل إطلاقها السيارة الأكثر ترقّباً في تاريخ رولز-رويس. تجسّد هذه السيارة الثورية بداية حقبة السيارات الكهربائية الجريئة لدى العلامة، وتبرهن تصدُّرنا لمجال التكنولوجيا في مجال السيارات الفارهة. كما تؤكّد عملية الاختبار الواسعة والطموحة والصعبة التي أجريناها على وعدنا بتصميم سبيكتر لتكون سيارة غير مسبوقة لدى رولز-رويس. يعتمد نهجنا في رولز-رويس إلى حد كبير على تقديم مصادر إلهام عظيمة في كل ما نفعله. وبالتالي، نرتقي مع سيارة سبيكتر بتجربة القيادة إلى مستويات جديدة ترفع معيار التميّز والإبداع. ومن خلال وفائنا بهذا الوعد، نحرص على تأمين النجاح المستمر لعلامتنا، ونعزز جهودنا المتواصلة لاستيفاء توقعات عملائنا المتميّزين، لا بل تجاوزها بأشواط". تورستن مولر-أوتفوش، الرئيس التنفيذي لشركة رولز-رويس موتور كارز.

"قرّرنا إجراء عملية الاختبار العالمية والشاملة لسبب بسيط، وهو أنّ سبيكتر سيارة جديدة من نوعها لم يسبق لها مثيل. فبصفتها أول سيارة كهربائية بالكامل من رولز-رويس، تمثّل سبيكتر نموذجاً جديداً في التكنولوجيا التي نتّبعها، وتجسّد توجّهاً جديداً لعلامتنا في المستقبل. لا يمكن سوى لمهندسي رولز-رويس تصوُّر هذه الرحلة المذهلة وتنفيذها. فلا يقتصر الهدف منها على اختبار السيارة فحسب، بل يرمي إلى الارتقاء بمعيار التميّز في صناعة السيارات". د. مهيار أيوبي، مدير الهندسة في رولز-رويس موتور كارز .

رولز-رويس سبيكتر: اختبار الأداء في الطقس الحار 

اجتازت سيارة سبيكتر الكوبيه الكهربائية فائقة الفخامة من رولز-رويس مسافةً تناهز مليونَي كيلومتر مع استكمال المرحلة الثالثة من برنامج اختبار حاسم لم يسبق للعلامة أن أجرت مثله في تاريخها الممتدّ على 118 عاماً. فقد تجاوزت هذه المهمة بأشواط أي برنامج اختبار أجرته رولز-رويس من قبل. 

تخضع سبيكتر حالياً لاختبار أداء في ظل الطقس شديد الحرارة في موقعَين ضمن جنوب أفريقيا، هما أوغرابيس في الكيب الشمالية، وفرانشوك، "الركن الفرنسي" في ويسترن كيب وينلاندز. يوفّر المناخان المستقرّان إنما المتناقضان واحدةً من أفضل تجارب القيادة في فصل الصيف بالعالم، حيث يسود المناخ الجاف والحار في الشمال، بينما يكون الجو في الجنوب أكثر رطوبةً وشبيهاً بالمناخ في حوض البحر الأبيض المتوسط. قد تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية أقصاها، في حين تضمّ المناطق الجنوبية مجموعة متنوعة من الأسطح والتضاريس، على غرار الطرق الريفية الملتوية والمليئة بالحصى والغبار والأوساخ، ما يتيح اختبار السيارة في أصعب الظروف. 

وفي هذه المرحلة، يراقب المهندسون كل الأنظمة والمعدات والبرامج التي تم تصميمها بهدف الاستمرار بتحسينها طيلة عملية الاختبار الممتدة لمسافة مليونَي كيلومتر. تُعدّ عمليات التقييم المضنية هذه السبيل الوحيد للخبراء الفنّيين في رولز-رويس من أجل تحقيق مستويات فائقة التميّز، وهو أمر أساسي لتأمين التجربة التي يحبّها العملاء بطريقة تعكس تجربة البساط السحري التي تُعرف بها العلامة، إنّما في السيارات الجديدة الكهربائية بالكامل هذه المرّة. 

وخلال مرحلة اختبار سبيكتر، تم تصميم كل وظيفة منفصلة متعلقة بالأداء والبالغ عددها 25 ألف بمستوى عالٍ من الدقة لتوفير تجربة رولز-رويس الأصلية. كما أنّ التحسينات التي يتم إجراؤها الآن تتبع مبدأ المكاسب الهامشية، حيث تتراكم التعديلات الطفيفة بشكل تدريجي لتؤدي إلى تحسّن إجمالي ملحوظ. تُستخدم هذه النظرية بشكل واسع ومُثبت في أهم الرياضات والأعمال المرموقة، ولكنّها تتميّز في سبيكتر بنطاقها الواسع وغير المسبوق في إطار عملية التحقيق التي تجريها "مدرسة الصقل" الخاصة برولز-رويس. 

تتعدّد الأمثلة على دقة التفاصيل التي تتميّز بها النماذج الأولية لسبيكتر، ولكن غالباً ما يصعب تحديدها بالعدد لأنّها تمثّل معارف وابتكارات نخبة من المهندسين الذين يتمتعون بخبرة عريقة ومنقطعة النظير داخل العلامة. على سبيل المثال، تم تكريس أكثر من 1500 ساعة حتى الآن لتحسين نظام الفرملة المتجدّد في السيارة ليكون مفعوله قوياً وانسيابياً في آنٍ معاً. تعالج معدات تسجيل البيانات مدخلات الاستشعار الناتجة عن قوة الفرملة المذكورة، لضمان ألا تؤثر تلك التعديلات على مستوى الهدوء العام لسبيكتر في ظل أي ظروف قيادة. ولكن وحدها خبرة مهندسي رولز-رويس وحكمهم السليم قادرة على التأكد من استيفاء السيارة، عند اكتمال الاختبار، للمعايير المطلوبة من أجل تقديم تجربة لا تضاهى لعملاء رولز-رويس. 

لذلك، يتم تثبيت مضادات الانقلاب بشكل أفضل لتحقيق الوعد بديناميكية تصميم سبيكتر الكوبيه فائقة الفخامة مع الحرص على تقديم تجربة البساط السحري من رولز-رويس. ويحظى هذا الاختبار بأهمية كبرى في جنوب أفريقيا حيث يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تغيّر صلابة عناصر التعليق المطاطي. وهكذا يتم التأكد من جودة المعيار بعد صدور نتائج الاختبار في الطقس قارس البرودة أيضاً. 

علاوة على ذلك، طُبِّق هذا النهج الشامل للتأكد من جودة الألوان ودرجة السطوع في مسرح الأضواء الذي يَظهر عند فتح باب سيارة سبيكتر. ولضمان حسّ من التناغم الكامل داخل المقصورة في ظل ظروف الإضاءة الخارجية، لا بد من تنسيق الإضاءات الداخلية بشكل مثالي، بما في ذلك بطانة السقف الشهيرة والمرصعة بالنجوم، ومجموعة المعدات وواجهة سبيريت. يتطلب ذلك تحليلاً مفصلاً لمجموعة من أنواع التعرض لأشعة الشمس أينما كانت سبيكتر حول العالم. 

ومع اقتراب السيارة من المراحل الأخيرة لبرنامج الاختبار الشامل، سيتم إجراء تعديلات إضافية لمواد منع تسرب الضوضاء من أجل تقديم الأداء الصوتي الهوائي والعزل الشهير من رولز-رويس. تُعتبر هذه العملية أساسية لأنّ أداء مواد منع التسرب المطاطية يختلف مع اختلاف درجات الحرارة. على سبيل المثال، أثناء مرحلة اختبار سبيكتر في أريوبلوغ بالسويد، أصبحت مواد منع التسرب قاسية في درجات الحرارة دون الصفر. أما في جنوب أفريقيا، فسيقيّم مهندسو رولز-رويس الأداء الصوتي للمواد التي تلين في ظل درجات الحرارة المرتفعة. وبالتالي، تقوم مهمتهم على إيجاد التوازن المثالي لضمان عزل المقصورة في المناخات القاسية. 

في جنوب أفريقيا وكامل الأجزاء الباقية من البرنامج، سيتم تحسين النظام الصوتي وتعديله لتحقيق مكاسب جزئية في جودة الصوت الذي يخرج عبر مكبرات الصوت البالغ عددها 17 في سبيكتر. وبعد مرحلة الاختبار الأولي والمعايرة ضمن المختبر، يخضع النظام حالياً لاختبار شامل في ظل ظروف واقعية. كما تُستخدم قائمة تشغيل مختارة بدقة لتمثّل مجموعة واسعة من أنواع الموسيقى وطبقات الصوت. 

ويمتد هذا الالتزام بضمان أداء صوتي متميّز ليشمل الوظائف الرئيسية في السيارة. وبالفعل، يتم التحقق أيضاً من سرعة الاغلاق الذاتي لأبواب السيارة من أجل ضمان المستوى المثالي من الضوضاء الإيجابية عند الإغلاق. 

رولز-رويس سبيكتر: مهمة استثنائية على وشك الاكتمال 

سيقترب برنامج اختبار سبيكتر من الاكتمال بنسبة 80% عندما يتم تحليل التجربة والبيانات التي تم تجميعها من جنوب أفريقيا بشكل كامل، وحين يجري اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة على أن تنطلق بعدها مرحلة التصديق النهائية. وينطوي ذلك على إخضاع السيارة لبرنامج اختبار مكثّف في كل المواسم، بما في ذلك العودة لزيارة مدينة أريوبلوغ القريبة من الدائرة القطبية الشمالية، وكوت دازور الأكثر اعتدالاً. 

أما مسافة الـ 500 ألف كلم الأخيرة من اختبار سبيكتر، فستركّز على تحليل نمط الحياة. ستنطوي عملية الاختبار الخاصة بالعلامة فحص سبيكتر في ظل ظروف فارهة وحالات استخدام تحاكي عملاء رولز-رويس حرصاً على أداء سبيكتر المتميّز في المدن الكبرى العالمية، وحول الوجهات التاريخية والجديدة الفاخرة، وضمن أماكن أخرى تتناسب مع احتياجات المالكين وعاداتهم وأنماط حياتهم. 

رولز-رويس سبيكتر: حيثيات الاختبار 

قبل تسليم أولى السيارات للعملاء في الفصل الرابع من العام 2023، خضعت سبيكتر لتجارب شاملة تحاكي نحو 400 عام من الاستخدام العادي وسط أقسى الظروف البيئية على وجه الأرض. بشكل إجمالي، ستغطي السيارة مسافة تتجاوز 2.5 مليون كيلومتر، أي ما يعادل الدوران حول الأرض 62 مرة. 

بدأت عملية الاختبار في شتاء العام 2021 داخل منشأة اختبار مميّزة في أريوبلوغ، السويد، على بُعد 55 كلم فقط من الدائرة القطبية الشمالية. فحص مهندسو رولز-رويس السيارة في ظل درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، بهدف تحسين كل جانب من جوانب أداء سبيكتر وقدرتها على السير في أماكن الثلج والجليد، فضلاً عن التحكّم بآثار البرد القارس لفترات طويلة على بطاريات السيارة والأنظمة الإلكترونية الأخرى. 

ومع اكتمال هذا الفحص بنجاح، أمضت سبيكتر صيف العام 2022 في ظل الأجواء المشمسة إنّما الشاقة في الريفييرا الفرنسية وحول كوت دازور. وقد اشتمل ذلك على اختبار سبيكتر في حلبة ميراماس التاريخية، وهي الحلبة التي كانت تستضيف سباق الجائزة الكبرى، وباتت توفر الآن أكثر من 60 كلم من المسارات المغلقة و20 مساراً اختبارياً حديثاً. بَيد أنّ معظم عملية الاختبار جرت في ريف بروفنسال لتقييم قدرات سبيكتر في ظل ظروف واقعية ضمن المنطقة التي يُرجَّح أن تحتضن الكثير من سيارات سبيكتر.