العدد 5240
السبت 18 فبراير 2023
banner
منظمات أهلية “لا فايدة ولا عايدة”
السبت 18 فبراير 2023

حتى اللحظة لا توجد إحصائية حديثة عن أعداد منظمات المجتمع المدني في المملكة بتنوع الغرض من تأسيسها، لكن بحسب إحصائية تعود لبداية عام 2022 فإن عددها المسجل رسميا وصل إلى 650 منظمة أهلية.
بكل المقاييس والمعايير يعد هذا الرقم مرتفعا مقارنة بعدد سكان البحرين مواطنين ومقيمين، فضلا عن ذلك، من المؤكد أن جميعها تستلم دعما ماليا سنويا يصرف من ميزانية الدولة كي تواصل أعمالها وتحافظ على الهدف الذي من خلاله تم التصريح لها وأنشئت من أجله، إلى هنا لا خلاف في ذلك كحال أي مجتمع من المجتمعات الأخرى، بينما السؤال المحوري والمهم والمحير الذي يشغل بال المواطنين المهتمين بالشأن المحلي، هل كل تلك الأعداد الكبيرة من المنظمات تؤدي دورها ولها إنتاج وتمارس دورا نشطا وفعالا في خدمة المجتمع البحريني كما رسم لها وكما ينبغي أن تكون؟
من منظوري الشخصي.. نصف تلك المنظمات إن لم نقل أكثر “لا فايدة ولا عايدة منها، ولو تحذف حصاه في الجو، ما طب إلا على وحدة منها من كثرتها وقلة أبركتها”، وأجزم وأبصم بأن هناك عددا منها ليس قليلا لا يتعدى كونه وجاهة اجتماعية ولتحقيق مصالح ومنافع شخصية “وترزز صواطر” القائمين عليها في صحافتنا المحلية ووسائل الإعلام الأخرى وفي منصات التواصل الاجتماعي فقط لا غير، “يعني أخرطي أمصفف”. لهذا فإن الكثير من منظمات المجتمع المدني التي نقصدها لا توجد حاجة ملحة لوجودها واستمراريتها، وهي بهذا المستوى الضعيف بل المعدوم، والمطلوب من وزارة التنمية الاجتماعية التحرك وإعادة النظر في الكثير منها، ولابد من تقليص هذا العدد المتضخم من خلال الإغلاق النهائي وتوفير مصروفاتها في أمور أهل البحرين بحاجة ماسة لها.
مقابل ذلك الإجراء يتم الإبقاء على المنظمات الأهلية الفاعلة التي من الضروري تواجدها والاستفادة منها ولا غنى عنها وعن إنجازاتها الملموسة والأعمال الجليلة التي تؤديها والتي بدورها تصب في صالح الوطن والمواطن، وعليه تستحق الدعم والتشجيع والمؤازرة كي تواصل دورها المنوط بها لتحقيق أهدافها المرسومة بما يخدم المجتمع البحريني. وعساكم عالقوة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية