العدد 5240
السبت 18 فبراير 2023
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ترانيم على قبور السوريين
السبت 18 فبراير 2023

منذ اليوم الثاني للزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا، لاحظنا نحن في مجلس العلاقات العربية الدولية “كارنتر” أن هناك تمييزا وتفرقة متزايدة مع مرور الأيام في التعامل الإغاثي والإنساني والخيري مع الضحايا السوريين المتواجدين في الشمال والشمال الغربي السوري، حيث إن تركيز جهود الإنقاذ بشكل شبه كامل على الضحايا الأتراك على حساب إخوانهم من الضحايا السوريين، لهذا أصدرنا بيانا في “كارنتر” صباح اليوم الثالث للزلازل دعينا فيه وبكل وضوح المؤسسات الخيرية والكيانات الإغاثية والسلطات الدولية إلى عدم تسييس العمل الإنساني لضحايا الزلازل في سوريا وتركيا، وخلاف ذلك الأمر سيكون من المخزي والمعيب إنسانيا وأخلاقيا التركيز على الضحايا في تركيا وعدم مساواتهم بضحايا الشمال السوري خضوعا وامتثالا للأجندة السياسية للدول التي أعلنت عن مساعداتها لضحايا الزلازل.
وقد ارتكزنا على فلسفة “كارنتر” الإنسانية وهي أن الزلازل والأعاصير والكوارث الطبيعية والمآسي كالفقر والجوع هي قضايا أخلاقية وإنسانية تطغى على كل الاعتبارات والأجندات، وألا يجب أن تتدخل فيها الحسابات السياسية والصراعات والخلافات السياسية، فالله خلق الأنفس من دون تفرقة، والتفرقة بين هذه الأنفس من صنع البشر أنفسهم، لهذا فنحن في كارنتر نؤمن بأن الأنفس البشرية يجب أن تعامل على درجة واحدة من دون النظر إلى لون أو عرق، وما حدث من عدم مساواة إغاثية وتقديم المساعدات بين ضحايا الزلازل يعتبر سابقة خطيرة بمجال الإغاثة الإنسانية الدولية، فتصفية الحسابات والمصالح السياسية الدولية يجب ألا يتعرض لها الضحايا في سوريا أو تركيا أو أي بلد في العالم.
وبعد مرور أسبوع على الزلازل تم تأكيد وجهة نظرنا من قبل حتى بعض منظمات الأمم المتحدة، بأن هناك تركيزا واضحا لا يخفى على أحد تجاه الضحايا في تركيا بشكل يفوق ما يتلقاه ضحايا الزلزال في سوريا، وأن ما يصل للضحايا السوريين أقل مما هو متوقع. لقد سبقنا في “كارنتر” الآخرين في الإشارة إلى هذه التفرقة وهذا التمييز.. من قبل من يصفون أنفسهم بالمتحضرين من دعاة الشذوذ الجنسي والإنساني أيضا. 
*كاتب سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية