العدد 5242
الإثنين 20 فبراير 2023
banner
البيئة التعليمية ومتطلبات التهيئة النفسية (1)
الإثنين 20 فبراير 2023

إن الاهتمام بالعوامل المساعدة على التركيز الذهني واستخدام الوسائل التربوية المتاحة في ذلك، من شأنه خلق التكامل والانسجام في البيئة التعليمية، بما يحقق الأهداف المنشودة والمردود الجيد في تحسين نوعية التعليم، بينما تشكل المؤثرات الداخلية والخارجية تحديات غير مرغوبة، تؤثر بشكل أو بآخر بتشتيت الانتباه وخلق أجواء من التوتر الذي يعيق التركيز الذهني، بالإضافة إلى حرمان المتعلمين من سبل الاستيعاب السلس.


لابد وأن تكون هناك معايير علمية وضمانات أساسية تدفع نحو الحفاظ على سلامة البيئة الدراسية من التشتيت الذهني بشقيه الداخلي والخارجي والحفاظ على استمراريتها بشكل جيد، الأمر الذي يشكل ركيزة أساسية للتوازن النفسي والصحة العقلية للمتعلمين بما يسمح بالتدرج السليم في سير العملية التعليمية. الحاصل أن الاهتمام والجهود في وقتنا الحاضر لا تتجه نحو تحقيق متطلبات التهيئة النفسية للطلبة في المدارس بالشكل المطلوب، كتوفير المحفزات الإيجابية لخلق الحاضنة التعليمية القابلة للاستيعاب، وفق خطط أو برامج تستند إلى معايير علمية على أقل تقدير، بل جل التركيز منصب كما هو ملاحظ على تهيئة الجوانب الشكلية في البيئة الدراسية من مرافق ومبان وغيرها، هذه وإن كانت في الواقع مهمة، إلا أنها مكملة للجوانب النفسية التي تعد واحدة من أهم المتطلبات الأساسية في البيئة التعليمية، ومع ذلك فإن تلكم الجوانب الهيكلية - إن شئتم - للأسف غير مهيئة كذلك، فقد تبيّن - بعد توقف قارب العامين بسبب الجائحة - افتقار بعض الصفوف الدراسية إلى مكيفات ذات كفاءة بشكل عام والمرافق الصحية في المدارس بشكل خاص، وما إلى ذلك من أمور لم تكن تتماشى مع التصريحات المقتضبة التي تصدرت الصحف في بداية العام الدراسي.


هب أننا أهملنا هذا الجانب النفسي المهم في حياة الطلبة - وهو الحاصل - وتركنا التنسيق بين رغباتهم كبشر أسوياء ومتطلبات المهمات التعليمية المفروضة عليهم، يا ترى كيف يمكن أن نحقق الانسجام والانسيابية في توصيل المعلومة ونشر المعرفة في بيئة تتسم بأجواء مفعمة بالتناقضات وعدم التوازن؟! علماً أن الطلبة ينحدرون من السلالة البشرية نفسها التي تخضع لمفهوم الاحتياجات الفسيولوجية التي تختلف باختلاف العمر والنضج.


* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .