العدد 5243
الثلاثاء 21 فبراير 2023
banner
الموت التدريجي للمحتوى الحقيقي؟ أهلاً بك يا “ChatGPT”
الثلاثاء 21 فبراير 2023

تطبيق ChatGPT، والمعروف أيضًا باسم Generative Pretrained Transformers (GPT)، هو نموذج لغوي في غاية القوة مبني على الذكاء الاصطناعي، تم تطويره بواسطة شركة OpenAI ليصبح نموذجا قادرا على إنشاء نصوص قد يعتقد قارئها أنه تمت كتابتها بوساطة البشر، كما يحتوي النموذج على مجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك تطبيق إنشاء المحتوى، بواسطة هذا التطبيق فإن ChatGPT قادر على إنشاء محتوى عالي الجودة، وفي الحقيقة يعتبر من أخطر التهديدات لصناع المحتوى بشكل حقيقي ومباشر.


تتمثل إحدى الطرق الرئيسة التي يشكل فيها ChatGPT تهديدًا لصناع المحتوى هو تسهيل إنتاج وتوزيع محتوى رفيع الجودة دون جهد يُذكر، إذ إن كل ما عليك عمله هو شرح ما تريد لهذا المساعد الإلكتروني وسوف يقوم هو بالعمل على أكمل وجه من ناحية كتابة ما تريده أنت في ثوان معدودة، والعجيب أن هذا المحتوى لا يمكن تمييزه عمّا يكتبه الإنسان. كما أسلفنا، قد يصبح من الصعب على صناع المحتوى حماية عملهم وما يقدمونه وقد يؤدي إلى انخفاض قيمة المحتوى الخاص بهم بسبب كثرة توافره وهذا بالطبع يشكل ضغطًا عليهم.


هناك طريقة أخرى يمكن أن يشكل بها ChatGPT تهديدًا لصناع المحتوى وهي تسهيل قيام الشركات والمؤسسات بإنتاج المحتوى دون الحاجة إلى كتاب بشريين، وسوف يؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب لصناع المحتوى أو المحتوى البشري الحقيقي، وقد يزيد من صعوبة العثور على عمل وكسب لقمة العيش للأفراد الذين يعتمدون على صناعة المحتوى كمصدر دخل وحيد في هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وعلاوة على ذلك، يمكنك استخدام ChatGPT إنشاء مقالات آلية، والتي تُستخدم بشكل شائع في مواقع ويب مخصصة للنصب والاحتيال، وبالتالي فإن انخفاض جودة المعلومات على الإنترنت سوف يعتبر وضعًا طبيعيًا مما يصعب على الأفراد العثور على مصادر موثوقة للمعلومات.


ولكن إنه لمن المهم أن تعلم عزيزي القارئ أن ChatGPT ليس بتطبيق مثالي، حيث يقوم أحيانًا بإنشاء محتوى غير منطقي أو متحيز أو مسيء، فعلى الرغم من مآثره، إلا أنه لا يخلو من الهفوات والمآخذ في الوقت الحالي، لكن خلاصة الحديث أن الذكاء الاصطناعي قادم لا محالة، وعلينا كبشر التأهب والاستعداد لمجاراة ما يقدمه لنا. أعدكم أني لم أستخدم ChatGPT لكتابة هذا المقال ولكني أستطيع أن أفهم وأرى بوضوح قدرة هذا التطبيق على استبدالنا كصناع محتوى، أو ربما جعل مهنة “صناعة المحتوى” سهلة الدخول للجميع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية