العدد 5244
الأربعاء 22 فبراير 2023
banner
أزمة المسرح البحريني
الأربعاء 22 فبراير 2023

إذا نظرنا إلى واقع الأمر بالنسبة لنا كأدباء ومثقفين عرب وحتى مهتمين، فقد أصبحت كلمة “أزمة” لصيقة بكل شيء، وتمثل علامة انعطاف في حياتنا الأدبية والفنية، وكأننا في انتظار من يحول البؤس إلى نعيم، فمصطلح الأزمة أصبح لصيقا بالثقافة العربية، فالكل يتحدث عن الأزمة. أزمة شعر، أزمة رواية، أزمة مسرح، وهذا الأخير إذا كان يعيش أزمة فهي أزمة الميلاد بخلاف الكتابة الشعرية التي استنفدت كل طاقاتها داخل الثقافة العربية، فالمسرح يعيش أزمة البداية، وهذه الأزمة إيجابية على اعتبار أنها العتبة للخروج إلى منطقة الشمس ومنطقة الوجود، وما يسمى بأزمة المسرح البحريني يمكن أن نلاحظها بشكل جلي، أهمها الفجوة العميقة بين بعض المسارح الأهلية، والخلافات وشيوع نمط فني وهو “أنا الأفضل”، وهذا ما قاد إلى التشتت وليس إلى الوحدة العميقة، ناهيك أيضا عن أزمة النص المسرحي إلا فيما ندر، وأزمة نشر هذا النص، وهناك أزمة ترويج هذا النص المسرحي على المستوى السوقي وعلى مستوى القراءة، والأزمة في تصوري ليست على مستوى الإبداع والخيال.


ومن أزمات مسرحنا البحريني التي نلاحظها، إصدار أحكام نقدية مطلقة تتسم بالتعسف شأنها شأن كل مطلق، فعملية النقد هي في جوهرها عملية توضيح للعمل الفني وتقييم له، وأمر التوضيح مفهوم، فالتوضيح هو عملية تقريب العمل الفني إلى القارئ ومعاونته على التمتع به تمتعا كاملا، أما عملية التقييم فهي تلك العملية التي لم تتضح أبعادها في أذهاننا اتضاحا كاملا، والتي مازالت تمارس عندنا بشكل مطلق يشوبه التعسف. فالتقييم لا يعني أن نصف العمل بالجودة أو نسمه بالسوء فحسب، وكأنما هو عمل مستقل بذاته يدور في فراغ، بل يجب أن نوجد الصلة بينه وبين غيره من الأعمال، فبدون مقارنة العمل الفني بغيره من الأعمال لا يمكن أن تتضح قيمته.


وهناك من يشير إلى أن سبب أزمة المسرح البحريني تكمن في رؤى بعض الفنانين الجامدة والمتحجرة التي لا تنكسر وضياع القيم الفنية الحقيقية.


* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية