+A
A-

عِشْ رجبًا ترَ عجبًا!

مرّ علينا شهر رجب وهو الشهر السابع من شهور السنة القمرية، وقد تصرّمت أيامه ودخل علينا شهر شعبان، وهناك مثل عربي يقول: “عِشْ رجبًا ترَ عجبًا”، وأنا أقول: “اقرأ عن شهر رجب سترى عجبًا حول تعدد أسمائه”؛ ولذا لنا في زاويتنا لهذا الأسبوع وقفة مع مسميات هذا الشهر، دعونا نتعرف عليها.


كانت من عادة العرب إذا أحبّت شيئًا أكثرت من أسمائه، ولذا حظي شهر رجب بأسماء كثيرة أحصاها بعض العلماء القدماء إلى نحو ١٥ اسمًا، هي:


١- رَجَب: لأنه كان يُرجَّب في الجاهلية، أي: يُعظَّم.


٢- رجب الفَرْد: لأنه جاء مُنْفِردًا عن الأشهر الثلاثة الباقية من الأشهر الحُرُم الأربعة التي يُحرّم فيها القتال والحرب؛ لأن “ذو القعدة” و”ذو الحجة” و”مُحَرَّم” تأتي تِباعًا وتمر مُتوالية بعضها وراء بعض، ولكن رجب يأتي بعد ذلك بخمسة أشهر، هي: صفر وربيع الأول وربيع الآخر وجُمادى الأولى وجمادى الآخرة.


٣- رجب مُضَر: لأن قبيلة مُضَر كانت لا تغيِّره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الأشهر بحسب حالة الحرب عندهم، وهو النسيء المذكور في قوله تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ في الْكُفْرِ يُضَلُّ بِه الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّه) [سورة التوبة: 37]، وقيل إن سبب نسبته إلى مُضَر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه، فنُسب إليهم لذلك.


٤- الأصم: لأن العرب آنذاك لا يسمعون فيه صوت الحرب؛ لأنهم يتركون القتال فيه، فلا يُسمع فيه قعقعة السلاح، ولا يُسمع فيه صوت استغاثة.


٥- الأصب: لانصباب الرحمة فيه صبًّا، ويُنقل أنه الشهر الذي صرف الله فيه البلاء عن الأنبياء والأولياء.


٦- رَجْم: بالميم لأن الشياطين تُرجم فيه، أي: تُطرد.


7 - الهَرِم: لأن حرمته قديمة من زمن مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان.


٨- المُقِيم: لأن حرمته ثابتة لم تُنسخ، فهو أحد الأشهر الأربعة الحُرُم.


٩- المُعَلَّى: أعلى سهام المَيْسِر الذي يحدد الأنصبة عندهم، فيقولون لفلان: السهم المُعَلَّى، وسُمّي بذلك لكونه رفيعًا عندهم فيما بين الشهور.


١٠- المُبَرِّئ: كان العرب في الجاهلية يَعُدُّون مَنْ لا يستحلُّ القتال فيه بريئًا من الظلم والنفاق.


١١- المُقَشْقِش: من تقشقش البعير إذا برئ من الجَرَب؛ لأن المتمسك بدينه في الجاهلية المُحرِّم لرجب يُبرَّأ من النفاق، فيمتاز عن المُقاتل فيه المُستحِلّ له.


١٢- شهر العتيرة: لأنهم كانوا يذبحون فيه العتيرة، وهي المسماة العتيرة الرجبية، نسبة إلى رجب، وهي ذبيحة كان يذبحها أهل الجاهلية في شهر رجب، وجعلوا ذلك سُنَّة فيما بينهم كذبح الأضحية في عيد الأضحى.


١٣- مَنْصِلُ الأَسِنّة:
وذلك لأنه لم يُترك رُمحٌ فيه حديدة، ولا سهمٌ فيه حَديدة إلا تم نزعها وإلقاؤها في هذا الشهر.


١٤- الهَرِم: لأن حرمته قديمة من زمن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.


١٥- المُنْفِس: لأنه شهر عظيم الشأن وله قدر كبير في النفوس، وقد جاء في لسان العرب: “قال اللحياني: النفيس والمُنْفِس المال الذي له قدر وخطر، ثم عَمَّ، فقال: كل شيء له خطر وقَدَر، فهو نفيس ومُنْفِس”.