العدد 5248
الأحد 26 فبراير 2023
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
فنلندا والسويد... أهلاً بكما في “الناتو”
الأحد 26 فبراير 2023

إذا كانت تركيا قد رفضت انضمام السويد وفنلندا، وخصوصا السويد بحجة دعمها ومساندتها من تسميهم أنقرة “الجماعات الإرهابية الكردية التي تهدد أمن تركيا” حسب تصريحات وزير الخارجية التركي، ورفض أنقرة مؤخرا زيارة وزير الخارجية السويدي لتركيا، فإن كل ذلك الرفض، كما يقول أغلب المراقبين، والتهديدات التركية ستذهب أدراج الرياح إذا ما تم الاتفاق على بيع طائرات أف 16 الأميركية أو أية مصلحة تطلبها أنقرة، حسب رأيهم.
لكن السؤال الآن هو هل فعلا ستتم صفقة بيع هذه الطائرات مقابل ضمان موافقة أنقرة على ضم السويد وفنلندا؟


قبل الإجابة على السؤال والدخول في بعض الخفايا، علينا أن نعرف أن السويد وفنلندا ستدخلان الناتو رغما عن أية معارضة لأنقرة التي لا تملك الرفض في حقيقة الأمر، لأن تحقيق المصلحة التركية هو الأهم بعيدا عن المبادئ والتصريحات النارية، فالرفض سيكلف تركيا ما لا تستطيع تحمله خصوصا بعد الزلازل التي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء، خصوصا مع ما ينتظر أردوغان من مواجهات انتخابية شرسة قد تنهي ليس مستقبله السياسي، بل مستقبل حزبه “العدالة والتنمية” للأبد، إذا ما فازت المعارضة، وهذا الأمر لا يريده لا أردوغان ولا أي عضو بحزبه.


ولابد من الإشارة إلى أن الناتو واثق تماما من موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا، سواء بوجود أردوغان أو بوجود المعارضة، وكل ما سيجري الآن هو إرضاء تركيا ببيع صفقة طائرات أف 16، لكن ليست صفقة طائرات أف 35 والمشاركة بتصنيعها، والتي لن ينالها أردوغان، بل قد تنالها المعارضة إذا ما نجحت. لهذا نؤكد أن فوز المعارضة يعني موافقة تركيا على دخول السويد وفنلندا، ونؤكد أيضا أن أردوغان ليست لديه الكثير من الأوراق التي يستطيع فيها عرقلة أو منع دخول السويد وفنلندا والحصول على مكاسب كبيرة جدا. هو يريد أية مكاسب ترفع شعبيته أو على الأقل شعبية حزبه للفوز على المعارضة.


الخلاصة.. إن دخول فنلندا والسويد تم حسمه سواء بوجود أردوغان أو عدمه.

*كاتب سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .