العدد 5249
الإثنين 27 فبراير 2023
banner
أهمية التذوق الفني عند طلبة المرحلة الابتدائية
الإثنين 27 فبراير 2023

لكل مجتمع تجربة خاصة تميزه عن الآخر، ورؤية خاصة للعالم والثقافة والفنون، وتجربة الفنون التشكيلية في البحرين ليست بالحديثة عمرا، ولا بالعفوية الظاهرة، فكما هو مكتوب في مجلد “الثقافة في البحرين في ثلاثة عقود” من إصدار 1993 وبقلم الفنانة بلقيس فخرو: “في عام 1919 بدأ التعليم النظامي، إذ تم إنشاء أول مدرسة في البحرين، وأدخلت مادة الرسم والأشغال اليدوية ضمن مناهجها الدراسية، ويمكننا اعتبار تلك الفترة بداية لدخول الفن التشكيلي في البحرين بالمفهوم الحديث، وبعد ازدياد المدارس في البحرين بدأ الاهتمام بإقامة المعارض المدرسية في نهاية العام الدراسي”.


ما لاحظته خلال عملي في ميدان الصحافة الفنية والثقافية طوال 27 عاما، افتقادنا تغذية عقول الناشئة وطلبة المرحلة الابتدائية بأهمية تذوق الفنون التشكيلية عن طريق المرئيات والسلوك، والتشبع بمقاييس الرؤية المميزة منذ مرحلة مبكرة لتنمو مع الطالب ملكة التذوق السليم. مازلنا ننظر إلى حصة الرسم على أنها حصة زائدة وغير مهمة أو مكملة، وليس لها أي تأثير في حركة تطور المجتمع، حتى المعارض الفنية التي تنظمها المدارس وبما تحمله وتقدمه من أعمال طلابية جميلة هي معارض وقتية وتفتقد إلى معايير الاكتشاف وتقديم الطالب الموهوب للمتخصصين ومتابعته بانتظام. قد يقوم مدرسو حصة التربية الفنية بواجبهم، لكن ما ينقصنا هو صياغة الجملة المدرسية صياغة تشكيلية وهي في تصوري مهمة ومسؤولية منفصلة عن مسؤولية مدرس التربية الفنية.


للمدرسة دور كبير في نشر الوعي بالفنون التشكيلية، وأقترح على الإخوة المسؤولين في وزارة التربية والتعليم عمل استبيان لطلبة المرحلة الابتدائية عن التذوق الفني في كل خطوة واكتشاف الاستعداد الفطري لممارسة الفنون لدى الطلاب، ومن ثم المساهمة بفعالية في استغلال هذه الفطرة وتغذيتها وجعلها صالحة لتنمية ملكة التذوق الفني، وبالتالي سنفرح بمشاهدة طالب ابتدائي يزور معرضا تشكيليا مع أحد أفراد أسرته لأن تذوق الفن أصبح عنده مثل دقات القلب.


* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .