+A
A-

هناك نوابغ أوجدت نفسها بلا شهادة وكانت دعامة أساسية للمسرح

أكد الزميل الكاتب الصحافي أسامة الماجد نائب رئيس قسم الثقافة والمنوعات، أن المسرح البحريني مر بعدة مراحل، والمرحلة الأهم كانت مرحلة التحول إلى إحياء ثقافة عالية لفنون المسرح وإعداد من سيعملون في المسرح ليس فقط عن حسن استعداد وموهبة، بل وعن ثقافة وعلم أيضاً، فلم يعد للارتجال العفوية مكان وتم تصحيح المفاهيم الخاطئة في فنون المسرح، والتحق الكثير من الفنانين في المعاهد سواء في الكويت أو مصر وغيرها، وعادوا بالشهادات وقدموا ما هو أفضل وأجمل وبالرغم، من اتجاه بعض الفنانين الذين درسوا المسرح إلى الدراما التلفزيونية، خاصة في النصف الثاني من الثمانينات وبداية التسعينات، إلا أن عقليتهم مازالت متعلقة بالمسرح.

جاء ذلك في الندوة التي شارك بها وأدارها ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الرابعة بعنوان "الممثل البحريني بين الموهبة والشهادة" إلى جانب كل من الأستاذة كلثوم أمين، والناقد يوسف الحمدان، والفنان عبدالله ملك، والفنان علي سلمان.

وأضاف الماجد: "المعاهد التي درس فيها الممثل البحريني، خرجت أجيالاً من الممثلين ورجال المسرح على دعائم من الثقافة الفنية والأدبية جعلت الحياة المسرحية مختلفة ومغايرة. ففي الفن وفي المسرح بوجه خاص الموهبة لا تكفي. فمهما كان قدر الممثل من الموهبة لا يستطيع أن يقوم بأداء دور لا تسمح له ثقافته الفنية والأدبية بفهمه وتذوقه.( هكذا كنا نعتقد).

ورجال المسرح هم: الكاتب المسرحي، والمخرج، ومهندس الديكور والسينوغرافيا والملابس والموسيقى. وكل هؤلاء فنانون على قدر من الموهبة والثقافة الفنية. ونذكر من هؤلاء الفنان سامي القوز، وخليفة العريفي، وقحطان القحطاني، وأحلام محمد، وفتحية رضي، ومحمد جناحي، ويوسف الحمدان وحسن عون في "النقد"، ومريم زيمان وعبدالله ملك وإبراهيم بحر، وإبراهيم خلفان، يوسف بوهلول، وجمال الصقر ، وماجدة سلطان، وغيرهم الكثير.

لكن... وأضع أكثر من خط تحت كلمة لكن... هناك نوابغ أوجدت نفسها دون عون خارجي ثابت. أي بلا شهادة ولم تدخل معاهد، وكانت دعامة أساسية للنهضة المسرحية في البحرين. منهم الفنان المسرحي القدير عبدالله السعداوي الذي عشق المسرح وتعلمه بالفطرة دون أن يتلقى تعليماً أكاديمياً. كان عصامياً شق طريقه المسرحي عبر القراءات المكثفة والعمل والتدريب، كما أنه حصل على جائزة أفضل إخراج في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عن مسرحية "الكمامة" العام 1994.

والفنان محمد عواد رحمه الله الذي يعتبر رائد الحركة المسرحية في البحرين وعميدها وصاحب أول عمل مسرحي محلي لفرقة "المسرح البحريني" الجديدة مسرحية "كرسي عتيق" تأليفاً وإخراجاً العام 1971 وهي أيضاً مرحبا خوك أول عمل مسرحي بحريني تقدم فيه مؤثرات موسيقية حية على الخشبة، وعبدالرحمن بركات من المخرجين الأوائل، وكذلك الفنان عبدالله يوسف الذي قادة الفن التشكيلي إلى الديكور والمسرح، وأيضاً عبدالعزيز مندي أهم من اشتغل في مجال المكياج على مستوى الخليج، والكاتب أمين صالح، والكاتب قاسم حداد، والكاتب عيسى الحمر، والكاتب محمد الماجد، والفنانة سلوى بخيت.

وكذلك الفنان الراحل سالم سلطان الموهوب بالفطرة والذي عمل طويلاً في المسرح ودعم الارتقاء بالفعل الثقافي والفني. وهناك أيضاً الفنان خالد الرويعي الذي ملأ الفضاء المسرحي حضوراً وعملاً رائعاً وأصبح قدوة للكثير من الشباب.

وهناك أيضاً الفنان أحمد مبارك، وسعد البوعينين، وسامي رشدان، وأحمد الصايغ، وشفيقة يوسف، وشيماء سبت وغيرهم الكثير، الذين أبهروا المتفرج ودخلوا قلبه وعقله بموهبتهم وطريقهم الجاد في الإبداع وكانوا قوة مؤثرة في مسرحنا.

وتابع الماجد: إن الممثل البحريني قد ماشى سنّة التطور والتقدم، وإن كل مرحلة من مراحل تقدمه كانت تحمل طابع عصرها في مزاجه. وإن كان المعهد يجتمع فيه المستوى التعليمي العالي إلى ثقافة المسرح وعلومه، وبالمؤهلات التي صقلتها ونمت طاقاتها دراسات علمية وعملية في فنون التمثيل، ينبغي أن لا نقلل من الفطرة التي إذا ما توافرت في الممثل تقوده إلى أسباب الكمال في التعبير فوق المسرح، وهناك الكثير من الرواد كان المستوى الثقافي العام لديهم متواضعاً، ولكنهم يمتلكون العلم بماهية فن الممثل بموهبة ربانية.