العدد 5251
الأربعاء 01 مارس 2023
banner
علاقة المواطن الخليجي بالمسرح بالفحص والتصنيف
الأربعاء 01 مارس 2023

قضايا إنسان اليوم أشد تعقيدا وأكثر اتساعا بما لا يقاس، من إنسان سوفوكليس، وأرستوفان، وأعمق قلقا من إنسان شكسبير، وهنريك أبسن، وغوغول. لذلك ما هي القضايا التي تهم إنسان اليوم، وما هي المسائل التي تعذبه وتقلق روحه؟


دار في بالي هذا السؤال وأنا أحضر مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، كضيف مشارك في تقديم ندوة بعنوان “الممثل البحريني بين الشهادة والموهبة” مع عدد من إخواني الفنانين، لهذا أرى أن على المشتغلين بالمسرح مسؤوليات ضخمة، ومن هذه المسؤوليات ضرورة القيام بدراسات علمية في ميدان المسرح، خصوصا دراسة رواد المسرح، لأن رواد المسرح في دول الخليج بحاجة إلى دراسة، أو حقيقة إلى دراسات فنية واجتماعية ونفسية، فمثل هذه الدراسات تكشف عن مدى ما حققه المسرح في السنوات الأخيرة وما لم يحققه، وبدون هذه الدراسات من الخطأ بل ومن التجني أن نصدر الأحكام، كما يتراءى لنا، لأنها لن تكون أحكاما تستند إلى أسس موضوعية.


في دول الخليج هناك حراك مسرحي واضح، وجهد جبار تقوم به الهيئة العربية للمسرح خليجيا وعربيا، ولإمارة الشارقة الفضل المطلق في الانتصارات العظيمة التي يحققها المسرح العربي والخليجي، على اعتبار أن المسرح لم يعد ترفا ولم يعد وسيلة لقتل الوقت، بل أصبح غذاء روحيا وفكريا للجماهير العريضة التي تقبل عليه بشغف وتتابع كل ما يكتب عن المسرح وفنونه وحضور حلقات المناقشة والندوات المختلفة، ومن هنا ندعوا المهتمين بشؤون المسرح في دولنا الخليجية تحديدا ليفكروا في إعداد دراسات علمية واعية في ميدان المسرح، تقوم على الأسس الموضوعية وعلى المعلومات الدقيقة والبيانات الميدانية الصادقة والإحصاءات الحقيقية المدروسة، فحسب خبرتنا لا توجد مثل هذه الدراسات التي تبين كيف يتعامل الجمهور الخليجي مع المسرح باعتباره فنا جماهيريا موضوعه البشر وعلاقاتهم، كدراسة الظواهر التي تصاحب العروض نفسيا واجتماعيا وغيرها من الأفكار التي من خلالها نتعرف على علاقة المواطن الخليجي بالمسرح بالفحص والتصنيف.


*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .