العدد 5252
الخميس 02 مارس 2023
banner
توليفة لقب “النائب” والاستعراض الذي تخطى الحدود
الخميس 02 مارس 2023

إسراف بعض النواب في نشر صورهم وكل شيء حتى لو كان من غير معنى أو فائدة في وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الاستحواذ على اهتمام المشاهد فقط، عملية بالغة الخطورة تحتاج من النائب إعادة النظر في هذه التصرفات التي لا تتفق مع مرحلة البناء الجديدة، ولا حتى مع المنطق والعمل الإيجابي.


أحدهم وربما “أشهرهم” مهووس بكل الأسس النظرية وبلغة محكمة الصنع والبناء، بنشر صوره بشكل طاغ في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي في الفجر والغروب، وكل صورة ينشرها يعطيها طعما خاصا من الاستعراض والموسيقى المتكررة في معظم أجزاء قصته.. “فعلت كذا.. وقلت كذا”، ثم تكتشف أن مداخلته في جلسة النواب كانت خافتة ونفثا في الهواء ولا تخرج عن النطاق الضيق.


ما دفعني لإعادة الكتابة في هذا الموضوع، هو أن هذا النائب تخطى كل الحدود الثابتة في الكون بصوره المتكررة وتعليقاته الجوفاء ومسرحياته الشكسبيرية، يحاول أن يقول للناس إن حمحمته في المجلس قوية، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، ويعطينا صورا ثانوية على أنها صور أصلية، تشعر أنه كان من الأفضل له الاتجاه إلى المسرح أو السينما كونه يعشق التفاصيل الدقيقة لوجهه أمام الكاميرا، بدل دخوله في هذه المهمة الوطنية التي تتطلب عملا جادا وفق استراتيجية واضحة المعالم ومستوى رفيع من الأداء، وليس مجرد مشاهد سمعية وبصرية ومضامين فيلمية.


الناس لا تريد منك الحكاية والقصة، ولا تريد الإيقاع السينمائي والعرض المسرحي، أو خلق المسارات السردية وتوليفة “لقب النائب” الذي يسيطر بكل عناصر الوصف بحيث يمكن للناس إدراكه بسهولة. الناس تريد منك العمل والفعل والإنتاجية والسير بخط متوازن، ليس بالضرورة أن تخرج كثيرا، لكن الأهم أن تخرج بشيء يفيد المواطن الذي لم يعد يشاهد لك إلا صورا ومانشيتات في وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنه في مقاعد المتفرجين أو خلف الكواليس.


*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .