بدأت استعدادات الناس والأسواق مع اقتراب شهر رمضان المبارك 1444هـ، والعديد من الأفراد قاموا بتزيين منازلهم، ومنهم من قام بتجديد الأثاث، خصوصا أثاث المجالس لاستقبال الناس في ليالي الشهر الكريم، وبالنسبة للمؤسسات التجارية والهايبر ماركت والتجار، بدأوا استعراض بضائعهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والنشرات التجارية التي توزع يوميًا على البيوت، ومَن يذهب إلى الأسواق والمجمعات والبرادات يرى ذلك الكم الهائل من السلع المعروضة، وبعض التجار نظموا عروضًا ترويجية وتخفيضات على بعض أنواع السلع الخاصة بشهر رمضان الكريم.

والهدف الرئيسي من إطلاق هذه التخفيضات جذب المستهلكين الذين ترتفع قدرتهم الشرائية في شهر رمضان المبارك، والرغبة في زيادة مبيعات هذه السلع وزيادة الطلب عليها، والمستهلك الذكي والواعي هو الذي يكتشف إذا ما كان هناك تخفيض حقيقي أم لا، وذلك من خلال معرفته أسعار السلع المعروضة للتخفيض قبل التخفيض، ومن خلال تجواله في أسواق البحرين والسوبر ماركت والمحلات بمختلف المحافظات، ولابد من الانتباه والتأكد من تاريخ صلاحية هذه السلع للاستعمال.

وكان في السابق عدد المحلات والبرادات قليلا، أما الآن فمحلات البيع والبرادات كثيرة وملتصقة مع البيوت، وهي على استعداد لتوصيل ما يطلبه الأفراد إلى بيوتهم، لذلك ليس هناك أي سبب لتهافت الناس على الشراء حتى ولو كانت بسعر أرخص، فالمحلات كثيرة والسلع المتوفرة فيها أكثر، ومع وجود وفرة في البدائل السلعية التي اعتاد الناس اقتناءها، ومن الجائز أن تنخفض أسعار السلع الغذائية الرمضانية وغيرها، خصوصا بعد صدور قرارات تعليق رسوم الأراضي الصناعية المخصصة لتخزين الأغذية وتعليق شرط حصول الأسواق على موافقة وزارة الصناعة والتجارة على الحملات الترويجية عبر إلغاء رسومها للمتاجر والأسواق الغذائية التي كان لها بالغ الأثر في استقرار السوق المحلي وتوفير السلع المطلوبة للمستهلكين.

وتتميز أسواق البحرين بأنها تحتوي على تنوع سلعي كبير، مع توفر الوفرة منها، ولا خوف من حدوث أي نقصٍ منها ولفترة طويلة، وهناك تعاون وتنسيق بين الحكومة البحرينية والقطاع الخاص في هذا المجال، وعادة تقوم وزارة الصناعة والتجارة بجولات تفقدية في هذه الفترة للتأكد من جودة السلع والرقابة على الأسعار ومدى توافر هذه السلع وتنوعها وانسيابية تدفقها بما يضمن استقرار أسعارها، ورصد أية مظاهر معيقة لها، من أجل تحقيق بيئة تجارية نزيهة واستهلاكية نافعة.

* كاتب وتربوي بحريني