العدد 5257
الثلاثاء 07 مارس 2023
banner
إنها حلبة مصارعة
الثلاثاء 07 مارس 2023

وأنا أقلب الأفكار لاختيار ما قد يفيدكم، تذكرت مقولة “الخوف من أخطر أمراض هذا العصر”، ونحن في ظل هذا الخوف من القادم، نخفق في التعاطي مع واقعنا اليوم، أو في الاستعداد لتحدياته، أو حتى في الاستمتاع أثناء هذه الرحلة، يقول بعض الفلاسفة: إذا دخلت حلبة المصارعة فإنه لا يمكنك حينها التذمر أمام الضربات الموجهة إلى وجهك، لكن يجب الاستفادة من هذه التجربة، والتعلم منها، والرد بقوة وحزم، والتعود على تقبل المزيد والمزيد منها، فتكون ذا قابلية للاستعداد لها دائما، وتبْني معها تراكمات من الخبرات في الرد، فلا مجال للنوح والمطالبة بالعدالة، فهذا الأمر جزء من اللعبة، وهو واقع الحال داخل الحلَبة.


المشكلة تكمن في ثقافة التذمر والمظلومية التي ترسخت فينا وصرنا نحن ضحاياها، وتوليد الأعذار تلو الأعذار، ولا يمكن تغيير هذه الثقافة، حيث باتت مثل اللعنة التي كانت ولا تزال تعمل باستمرار ضدنا، وبعضنا يقوم بعمل التحليلات للآخرين، ويقدم وصفات وتفسيرات للفشل والضعف، ويعتبر ذلك أمرا مفروضا على الناس، والإنسان - أيًّا كان - إذا بذل المطلوب سيصل حتما إلى الهدف الذي يسعى إليه، فالناجحون يتعلمون حل مشاكلهم، وفي المقام الأول يسعون دائما لأهداف واضحة، وفي نهاية الأمر المجتمع لا يمكن أن يكون مختلفًا بشكل كبير عن واقع الحلَبة، عليك أن تتدرب بشكل كاف، فإن الضربات ستستمر توجه إليك إلى وفاتك، وهذه القواعد لن تتغير، إنما أنت الذي يجب أن تتغير لتصل الى أهدافك، فإصلاح أفكارك قبل كل شيء هو بداية مرحلة التحول والانطلاق للنجاح، وأفكارك دليل على عزمك على أن تبذل المطلوب، حلِّل وضعك وما الذي ينقصك لتصل إلى أهدافك، توقف عن الكلام واجعل أفعالك تتكلم عنك.


ماذا تنتظر؟! ابدأ الآن، فللحياة الناجحة نواميس، لا يتقن الاستفادة منها إلا الناجحون.


* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية