+A
A-

“خادم الأيتام” يقود حملة لزراعة كلية لطفل ويجمع 51 ألف دينار

- أناس من عائلتي توفوا بسبب الفشل الكلوي

- العلاج متوفر بالبحرين شريطة أن يكون التبرع من أحد الأقرباء

- بعض المتبرعين في الخارج فقراء وتبرعهم لأجل الاستفادة المادية

وصف رئيس جمعية “شجرة الحياة” الخيرية الاجتماعية خليل الديلمي معاناة مريض الفشل الكلوي بالمؤلمة جدا، والمنهكة، موضحا أن الحملة التي أطلقتها الجمعية قبل أربع سنوات لزراعة كلية طفل صغير عمره سبع سنوات، ونجاح هذه الحملة، أظهرت ببساطة كرم المواطن البحريني وتقديره لمثل هذه الظروف.


وأشار الديلمي بحديثه لـ”البلاد” إلى أنه كان يتابع حيثيات زراعة الكلية للطفل بدقة متناهية، للتأكد من سيرها بالشكل الصحيح، مضيفاً أن “بيع الأعضاء ممنوع دوليا، لكن الناس المحتاجين يضطرون للقيام بها، ولقد كانت هذه الحملة هي الأولى والأخيرة بالنسبة إلينا”.


خادم الأيتام
ما الأهداف التي وجدت جمعيتكم لأجلها؟

في شهر مايو المقبل سوف نحتفل بمرور 11 سنة على تأسيس الجمعية، والمكونة من سبعة إداريين وعدد من الموظفين متخصصين، وباحثات اجتماعيات، ومختصين بالشؤون المالية، كما أن لدينا متطوعين، فهو مزيج اجتماعي جميل، يعملون مع بعضهم بعضا، تحت إدارة الرئيس التنفيذي، ورئيس الجمعية، وأنا اعتبر نفسي خادما للأيتام وللأسر المتعففة.


مشهد مؤلم
سبق للجمعية أن أطلقت حملة لتوفير كلية لطفل صغير، وكانت ناجحة وتجاوب معها كثيرون، كيف تصف هذه التجربة؟

كانت تجربة جميلة، قمنا بها كجمعية بوازع إنساني وخيري بالدرجة الأولى لطفل لم يتجاوز عمره سبع سنوات، وكان بحاجة لكلية، عانى لأجلها هو وعائلته الكثير، فضلا عن الأمراض الأخرى التي يعاني منها.


ولقد لجأت والدته إلينا في الجمعية، ولم يكن الطفل حينها قادرا بسبب جلسات الغسيل المستمرة للكلى على الذهاب إلى المدرسة، فكان محروما من التعليم بشكل يومي.


ونظرا لصغر سنه، ولحالته الصحية، وحالة الحزن التي كانت تعم عائلته، فلقد كان المشهد برمته مؤلما ومؤثرا. والحمد لله، وفقنا من خلال الحملة التي أطلقناها لمدة شهر أن نوفر له قيمة كلية، ولقد سافر مع ذويه لإجراء عملية زراعية الكلية بالخارج، والحمد لله وفقوا بذلك وكانت العملية ناجحة.


51  ألف دينار
كم كانت قيمة المبلغ الذي تم جمعه؟

بحدود 51 ألف دينار، بموقف يعكس أخلاق الشعب البحريني الكريم، والطفل الآن يعيش بصحة وعافية بفضل من الله.


دقة متناهية
هل تشجع إقامة مثل هذه الحملات بين حين وآخر؟

كنت أتابع حيثيات عملية الزراعة للطفل بدقة متناهية، للتأكد من سيرها بالشكل الصحيح، وأشير هنا إلى أن بيع الأعضاء ممنوع دوليا، لكن الناس المحتاجين يضطرون للقيام بها، ولقد كانت هذه الحملة هي الأولى والأخيرة بالنسبة إلينا.


وفيات

لماذا؟
قمت بالبحث والتقصي من الناحية الشرعية، حيث يرى كثير من العلماء جواز ذلك، بخلاف القليل منهم، وسبب الرفض هو أن الأنظمة الدولية لا تخول ذلك، ولأنها تحولت لتجارة مربحة للبعض.


شخصيا، لديّ أناس من عائلتي توفوا بسبب الفشل الكلوي، منهم أيضا خال زوجتي وآخرون من أقربائها، واتذكر أن خالها رحمه الله كان يجري الغسيل للكلى يوميا، وبذلك جهد، ومشقة، وعناء، وإرهاق كبير، من خلال عملية تستغرق ثماني ساعات يوميا.


والمتداول بين الجمعيات الآن هو الإعلان عن حاجة البعض لزراعة كلى، من خلال علاج يتم بالخارج، والعلاج متوفر بالبحرين، لكن بشريطة أن يكون التبرع من قبل أحد الأقرباء وبشروط ومواصفات معينة، وهو المتعارف عليه دوليا هنا وفي كل أنحاء العالم.


الألم والوجع
هل هنالك شواهد على قصص النجاح في التبرع بالكلى؟

كثيرة منها ما نشره برنامج (أنت كفو) العام الماضي، حيث تبرع كثيرون بكلاهم لأجل أقرباء لهم، كانوا يعانون الكثير من الألم والوجع والأرق، ومن هذه التبرعات تبرعات لأناس غرباء، وهو أمر مسموح ما دام دون مقابل مادي.


توقفنا
كيف رأيت وعي الناس خلال حملة التبرع؟

هنالك إنسانية كبيرة في أبناء البحرين، وأشير هنا إلى أنني وعيت لأمور كثيرة خلال هذه الحملة، منها أن بعض المتبرعين في الخارج يكونون فقراء جدا ومن دول فقيرة، ويكون تبرعهم هذا لأجل الاستفادة المادية، والمؤلم أكثر بهذا الشأن أنهم لا يستفيدون ماديا الا الشيء القليل، حيث تكون المنفعة الأكبر للوسطاء، والمستشفيات التي يكون لها نصيب الأسد، في حين العكس يفترض أن يكون.


حين عرفت هذا الأمر من المرافق الذي أوفدته الجمعية للخارج مع عائلة الطفل الصغير لكي يزرع الكلية، توقفنا عن الاستمرار بإقامة مثل هذه الحملات، على الرغم من معرفتنا أن كثيرين يعانون بسبب الفشل الكلوي.


تطابق الأنسجة
هل مرت عليك قصص مؤلمة بهذا الشأن؟

نعم، قال لي أحد الأطباء إن إحدى الأمهات كانت تعاني من أعراض شديدة للفشل الكلوي، وتبكي، وتتوجع على مدار الساعة، وبالرغم من تطابق الأنسجة مع اثنين من أولادها، وقابلية زرع الكلية لها من أي منهما، إلا أنهما كلَما الطبيب بشكل سري، وطلبا منه أن يخبر الأم بعدم تطابق الأنسجة معها.


فعلوا ذلك، حتى لا يتبرعوا لها، وهي أمهم، وتتألم، ولقد ظلت على هذا الحال لمدة خمس سنوات.


وأشير ايضا لوفاة شقيقة موظفة لدينا بسبب الفشل الكلوي، بعد سنة من زراعة الكلية لها بسبب مضاعفات، فمريض الكلى يعاني، وهذه المعاناة وللأسف قابلة للاستمرار، حتى بعد الزراعة، فالأمر مرتبط بتوفيق الله عز وجل.