سعدت كثيرًا بحضوري الحفل الغنائي للموسيقار العالمي أندريه ريو وأوركسترا يوهان شتراوس، وذلك ضمن فعاليات مهرجان ربيع الثقافة الذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار.

كان حضوري الأول لمسرح الدانة، وللحق أعجبت كثيرًا بهذا الصرح الكبير والرائع الذي يعد إضافة ونقلة نوعية للصروح الأخرى في مملكتنا الحبيبة، فهو بلا شك وجهة سياحية تسهم في تنمية القطاع السياحي والترفيهي في المملكة والمنطقة بتفاصيله المميزة التي تجمع بين الملامح الطبيعية وأحدث الأنظمة التكنولوجية، ومن وجهة نظري الشخصية أعتبر استضافة مسرح الدانة الفنان أندريه “ضربة معلم”، ولعب الجمهور دورًا كبيرًا في نجاح الحفل وبشهادته هو، وقدم أندريه حفلًا موسيقيًا ولا أروع، ضم مزيجا من روائعه الكلاسيكية وموسيقى الفالس والأفلام والأوبرا برفقة 60 عازفًا.

وفي الحقيقة يعجز لساني عن وصف هذا الحفل الكبير، كما تشرف الجميع بحضور صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وفخامة رئيسة جمهورية المجر الصديقة، ما أعطاه رونقا وجمالا. كما أود أن أسجل إعجابي الشديد بفكرة مشاركة الفرقة الموسيقية للشرطة وعدد من الفنانين البحرينيين في المقطع الأخير من الحفل، فهؤلاء الفنانون الهواة كانت بالنسبة لهم فرصة العمر للوقوف جنبا إلى جنب مع هذا الموسيقار العالمي ومشاركتهم بأغنية “تبين عيني”، وكانت هذه الأغنية مسك الختام بنكهة بحرينية ولا أروع. شخصيًا كتبت سابقا أكثر من مرة عن ضرورة استغلال هذه الأجواء الجميلة وتنظيم احتفالات متنوعة في الهواء الطلق، فالبحرين تتمتع بطقسها الجميل على مدار 5 أشهر في السنة، والجمهور متلهف لحضور أية فعالية تقام في أي موقع، وفي ظل وجود هذه الإمكانات والصروح من الضروري تكثيف الأنشطة التي تعود بالنفع على السياحة الداخلية.

كما من الضروري تنويع هذه البرامج لتناسب أذواق جميع فئات المجتمع، وميزانياتهم، ومن الضروري استغلال الحدائق العامة والمنتزهات في عطلة نهاية الأسبوع ودعوة الفرق الشعبية التي تمثل التراث البحريني الأصيل من الأغاني البحرينية الشعبية، وعلى سبيل المثال، كم كان جميلًا حفل الفنان الكبير أحمد الجميري ضمن باكورة برامج ربيع الثقافة، والذي نفدت تذاكره في وقت مبكر، والمؤشر الإيجابي الآخر هو الحضور الكثيف الذي يعد تقديرا للفنانين البحرينيين، فهؤلاء أولى بالتكريم والتشجيع.

*كاتب بحريني