يترك الغذاء الصحي المتوازن أثراً على طاقة الجسم وأعضائه أثناء أدائه وظائفه بالصورة الصحيحة إذا ما احتوى على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم من البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمعادن الرئيسية والماء، والتي تُمكن الإنسان من العيش سليماً وتُزوّده بالطاقة اللازمة للنمو الطبيعي، وهو ما يستلزمه التنبه جيداً لما يقوم بتناوله على اعتبار أنّ جسمه (حتماً) سيتأثر بنوعية الطعام الذي سيُسبب له ضرراً ومشاكل صحية إذا ما افتقر للعناصر الغذائية اللازمة التي تُساعده على الوقاية من الإصابة بسوء التغذية أو الأمراض، خصوصاً الأطعمة المُصنّعة بدهون عالية وتفتقر للألياف الغذائيّة التي يحتاجها الجسم من الفواكه والخضار والحبوب ومنتجات الحليب والزيوت وغيرها.

غالباً ما يقع مرتادو المطاعم خارج المنزل على اختلاف الأعمار والأجناس عرضةً لمخاطر صحية جمّة كالتسمم والإسهال والتقيؤ والإعياء وما شابه حين تفتقر تلك المطاعم إلى أساسيات السلامة والاستعمال الآمن والمراقبة الدقيقة في تحضير وتقديم الطعام ونظافته التي تتقلص فيها أعداد مرتاديها وتكسبها دعاية سيئة تقودها للخسارة عندما يحصل أي منها على نسبة لا تقل عن (85 %) من تعليقات وآراء وملاحظات العملاء السلبية (في النظافة خصوصا)، ولو كانت لوجباته لذة لا مثيل لها! الأمر الذي يستلزم الحفاظ على تطبيق معايير صحة وسلامة الأغذية التي تتبع الشروط الصحية وتفي بمعايير النظافة من أجل الحصول على تعليقات ومراجعات إيجابية تزيد الإقبال وترفع المبيعات، وفي مقدمتها النظافة الشخصية للعاملين التي تقود العملاء إلى زيارة مطعمك مرارًا وتكرارًا أو زيارتهم لك مرة واحدة! إذا ما تجنّبوا أثناء حديثهم معك “تمرير أصابعهم في شعورهم أو خدشوا أماكن غير مناسبة في جسمهم أو مسحوا أنوفهم بأيديهم وهم يعطسون ويسعلون!”.

نافلة:
هي خطوة رائدة، بل “جريئة” ما بدأّتْ به وزارة الشؤون البلدية والقروية في المملكة العربية السعودية الشقيقة القاضية بإلزام المطاعم والمطابخ والكافيتريات ومحلات الوجبات السريعة والمنشآت الغذائية في أمانات المدن والمناطق والمحافظات المختلفة تركيب كاميرات المراقبة في مواقع تحضير الطعام من أجل كشف المخالفات ووضع شاشات العرض الكبيرة لنقل ما يحدث داخل مطابخها أمام الزبائن والمرتادين أثناء عملية إعداد الأطعمة والمشروبات، وإلا واجهت أمر الإغلاق الفوري وفق لوائح محددة نصّت على أنْ لا يزيد ارتفاع الجدار الفاصل بين أماكن تجهيز الطعام وصالات تقديمه المكونة من جزأين متراً واحداً، وعلى أنْ يسمح الجزء العلوي من الزجاج بالرؤية من خلاله.. فهل نراها في مطاعمنا البحرينية؟

*كاتب وأكاديمي بحريني